14-09-2015 09:40 AM
سرايا - سرايا - أقيم صباح أمس حفل تكريم للعلامة الدكتور عبدالكريم خليفة، في مجمع اللغة العربية الأردني، بحضور رئيس مجمع اللغة الدكتور خالد الكركي، وعدد من الاعلاميين والعلماء والساسة والكتاب.
وقال الدكتور الكركي في كلمته:» أبدأ حديثي حرّاً من أي قيد إلا لأن سيرتك العطرة هي التي «تملي عليّ فأكتب»، من السلط كانت البداية، ثم من بغداد التي كنت فيها طالباً جامعياً ومبدعاً، ثم إلى الطفيلة العزيزة التي عدت إليها معلماً، وبعدها حلب، حلب السيف والقصيدة، التي أعطيتها سنوات زاهية من فيض علمك، حتى بدأ العام الأول من نهار النصف الثاني من القرن الذي رحل».
وأضاف:» لك الشكر من جيل رعيته بعد خمسين سنة من حضوره بين يديك، وبعد الزمان الذي سيكون بإذن الله عليك مودة وصحة وعطاء، واعذر تلميذك الذي كان فتى حين جاء إلى مجلسك يسعى فأعدت وشيوخ العربية في الجامعة صياغة عقله، وملأتم فراغ روحه، فتحرر من الخوف، وظل قلق أبي الطيب يلاحقه خوفاً على لغة هي هوية الأمة».
«وما زلت أحاول كلاماً يليق ببهاء هذا الضحى، ويستعيد مناخ عبد الكريم خليفة يوم خرجنا في ركابه إلى هوى الأندلس الأموي، ورأينا جند الأمة يزرعون الأندلس قبائل وكتباً وحضارة، وكم لحقنا بالركب حتى أبواب غرناطةـ، ما بين نفحات نفح الطيب، ومصرع ابن الخطيب، وكم أعادنا الركب إلى زمن عباسي مورق وأنيق وعميق، كنا نصدق بيت كثير الذي قيل إن الفرزدق أغار عليه:
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
ذاك هو شيخنا، كان مناخاً من الفكر والحرية والمودة، وبين مودته وحزمه كنا نجد مساحة للحوار معه، وكانت الجامعة رعاها الله وحفظ أهلها مثل كهف مسحور بالغريب والرائع والمجهول، كنا نراه خلف رأد الضحى، ومن خلل الضباب الذي قيل إنه «دموع الجبال» ولم يكن يشير ابداً إلى السراب حتى لو قال عمر أبو ريشة إنه «حلم الرمال الهاجعات على الظما».
وفي كلمة الدكتور خليفة قال:» إن لغتنا هي الأمة، اللغة والعقيدة هما العامل الأساسي لهوية الأمة، مهما إختلفت الآراء، العربية بتاريخها الطويل العريق تذهب بعيدا في التاريخ، فاللغة العربية تعود للألفية الخامسة قبل الميلاد، ولكن هذه اللغة التي ورثتها شعوب اخرى خرجت من العربية وجميعها هي لهجات مختلفة تعود للعربية، العربية لغة من لغات الأمم ويصدق عليها ما يصدق على كل لغة، ولكن نزول القران الكريم باللغة العربية أضفى عليها سر الخلود وبذلك تختلف عن لغات الأم الأخرى، وهي التي يستطيع الدارس للعربية ان يتقصي بهذه النصوص الى قبل 200 سنة بهذه اللغة التي لن تندثر».
وأضاف الدكتور خليفة:» لذلك نجد أن جميع المحاولات لتفكيك اللغة، فمنذ القرن التاسع عشر والقرن الثامن عشر، حيث كانت اللغة العربية لغة المصادر والمراجع، فاللغة العربية مصدر لجميع التخصصات مثل الطب والعلوم، نحن عندما نتحدث عن العربية فنحن نتحدث عن تاريخ الأمة العربية».
وفي نهاية الإحتفال سلم رئيس المجمع الدكتور الكركي درعا تذكاريا للدكتور خليفة.
يذكر أن الدكتور خليفة أستاذ الادب العربي ورئيس الجامعة الأردنية الأسبق، رئيس مجمع اللغة العربية السابق، له في المكتبة العربية عشرات الكتب في اللغة وادابها، ذو خبرة علمية وعملية ثرية، بدأت منذ عام 1942 كمعلم في مدرسة الطفيلة، بعد أن حصل على ليسانس في اللغة العربية وآدابها بمرتبة الشرف من دار المعلمين ببغداد، ودكتوراة في الآداب بدرجة مشرف جداً من جامعة باريس «السوربون»، يجيد اللغتين الفرنسية، الإنجليزية، تدرج في مناصب عديدة إلى أن أصبح رئيس الجامعة الأردنية في الفترة من 68-71، ترأس مجمع اللغة العربية الأردني «غير متفرغ» منذ تأسيسه عام 76، ومتفرغاً منذ عام 1994، عضو في لجنة التعريب والترجمة والنشر الأردنية منذ تأسيسها عام 61. شارك في جميع مؤتمرات التعريب، وفي عدد مهم من المؤتمرات والحلقات العلمية في الوطن العربي. نشر عددا كبيرا من المقالات والبحوث العلمية، بالإضافة إلى العديد من الكتب بدأ بنشرها عام 49 منها «التربية وأصول التدريس»، «اخوان الصفا وخلان الوفا في القرن الرابع الهجري»، «تيسير العربية بين القديم والحديث»، وغيرها الكثير، نال عدة أوسمة منها: وسام الاستقلال من الدرجة الاولى عام 1971، وسام التربية الممتاز عام 1978، وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الأولى عام 2000، وسام الكوكب من الدرجة الاولى عام 2015، والدكتور عبد الكريم خليفه كان أول من حصل على درجة الدكتوراه في الأردن.الرأي