16-09-2015 08:57 AM
سرايا -
سرايا - قالت أستاذة اللغات واللغويات في جامعة اسكس في المملكة المتحدة د. إنعام الْوِر إن اللهجات الأردنية الحديثة جاءت نتاج تطور عصور عريقة وقديمة يعود تاريخها لما يقارب ستة آلاف عام قبل الميلاد على الأقل.
وأضافت، في المحاضرة التي ألقتها قبل يومين في مكتبة الجامعة الأردنية بعنوان «إرث اللهجات الأردنية»، أن التنوع والثراء اللغوي الموجود في هذه اللهجات يعكس المستوى الثقافي الرفيع والتنوع الحضاري والإرث التاريخي للمنطقة.
الور رأت في المحاضرة التي أقيمت بالتعاون مع قائمة نشامى الطلابية في الجامعة الأم ومؤسسة إرث الأردن وبحضور مدير المكتبة د. مهند مبيضين وجمع من الطلبة والمهتمين، أن اللهجة العَمّانية «المدنية» لا تزال في طور التكوين من ناحية علمية، وأن من أهم اللهجات التي دخلت في تكوينها، بحسب دراسة أجرتها، اللهجتان السلطية والنابلسية.
تكمن أهمية المحاضرة بحسب رئيس مؤسسة إرث الأردن فراس خليفات في إتاحة الفرصة للطلبة باعتبارهم جيل المستقبل للتعرف على تاريخ الأردن القديم ولهجاته العريقة وتسلسل تطورها في سبيل إثراء حصيلة معلوماتهم التاريخية لبلدهم.
الور، ركزت في محاضرتها على إرث اللهجات الأردنية وأصولها بالاعتماد على نتائج الأبحاث الميدانية الحديثة، وخصوصا تلك المتعلقة بنقوش الصفاوي التي اكتشفت في شمال شرق الأردن وتداعياتها على تاريخ العربية عامة وعلى الأصول التاريخية والمكانية للهجات في المنطقة خاصة.
وهي تناولت في محاضرتها جملة من المحاور أهمها التقسيم الجغرافي للهجات الأردنية التقليدية الجغرافية، والأسس اللغوية التي اعتمدت في تقسيمها، وأثر الهجرات التاريخية المتلاحقة على التطورات اللغوية التي رُصدت خلال الثلاثة عقود الأخيرة، وأهم اللهجات الأردنية الحديثة التي كانت محطا لبحوثها ودراساتها وهي «السلط وعجلون والكرك» وما طرأ عليها من تغيرات لغوية، إلى جانب التطورات المتلاحقة والتي أفضت إلى ولادة لهجة متميزة. يشار إلى أن د. إنعام الْوِر باحثة متخصصة في علم اللغة الاجتماعي، عملت سابقا في جامعة كمبردج وكلية بيركبك، جامعة لندن، وجامعة فيلادلفيا الأردنية، وترأس حاليا بالتعاون مع بروفيسور عباس بن مأمون، تحرير سلسلة كتب متخصصة في مجال اللغويات العربية، وهي أيضاً مؤسِّسة «رواق العربية» في المملكة المتحدة، وتقوم على إدارة برنامجي دراسات عليا في مجال علم اللغة الاجتماعي في جامعة اسكس.