16-09-2015 03:22 PM
بقلم : د. ناريمان عطية
بلحظات الفجر، وببداية الايام العشر التي اقسم الله بها، فقال ﴿وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ*وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ*وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ*هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾. القلب يردد...الله أكبر...الله أكبر...الله أكبر...أكبر من كل شي، ماهذه القدرة وما هذه العظمة يجتمع المسلمين من كل مكان، بأجسام وأشكال والوان، ولغات مختلفة...بمكان واحد، بنظام واحد، بهدف واحد، بصوت واحد "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" لتبدأ مناسك الحج لحظة بلحظة، خطوة بخطوة، العقول مفكرة، والقلوب فرحه، والأنفس مستبشره.. لحج مبرور، وسعي مشكور، وذنب مغفور، وتجارة لن تبور... والمسلمين يشاركون بذكر وصيام وقيام وختم قرآن وأعمال صالحة...لأن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
- "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". رواه أحمد.
- "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ".الترمذي
- "ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم عن وجهه النار سبعين خريفاً". متفق عليه..
- "كل عمل ابن آدم يضاعف : الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف".الصحيحين.
لنبدأ المسير بصفحة جديدة، بقوة إيمانية، بعفو وحلم، بقلب متسامح، بتعاون على طاعة الله، ونشحن أنفسنا بطاقة ربانية ايجابية نستمد منها عزمنا لعامنا القادم..
أسال الله لأهلي وأخوتي في الله ولكل من قرأ كلامي هذا...أن يرزقنا الحج مرات بعد كرات، وأن يجعلنا من أعظم خلقه نصيبًا في كل خير قسمه، وفي كل نور نشره، وفي كل رزق بسطه، وفي كل خير كشفه، وفي كل بلاء رفعه، وجعلنا من المقبولين والفائزين المستبشرين بجنة عرضها السموات والأرض برفقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم...وأن يبلغنا يوم عرفة وعيد الأضحى نحن ومن نحب لا فاقدين ولا مفقودين. أمين
د. ناريمان عطية