16-09-2015 03:26 PM
بقلم : د.نسرين فتحي عدوان
قبل أيام كتب رئيس الجامعة الأردنية عبر صفحته على الفيسبوك يقول :
(أن تكون مسؤولا إبداعيا يحتمّ عليك هذاالأمر تحمّل مقاومة الفكر النمطيّ الذي يلغي أي فكرة أو أسلوب خارج النمط التقليدي)
وفي هذا السياق ومن باب الخروج على النمطية أيضاً ، حيث اعتدنا كشعوب عربية التلذذ برسائل الشكاوى والذم ، وصار أحدنا يعتبر الإشارة إلى الميزات والحسنات مدحاً متكلفاً أو من باب " مسح الجوخ "كما يقولون . رأيت من واجبي كموظفة في الجامعة الأم وكطالبة تجلس على مقاعد الدكتوراه فيها أن أدلي بشهادة حق في هذا الرجل الذي تمرد على قاعدة " هذا ما عهدنا عليه اباءنا " بما يرفع القبعة له احتراماً ، ويدعو عدداً من المسؤولين للاقتداء به حيث لازال معظمهم يتبعون قواعد إدارية أكل عليها الدهر وشرب، وذلك من باب " قديمك نديمك لو الجديد أغناك "
أن يدخل الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة إلى عالم التواصل الاجتماعي ، وأن ييلعب دور الأب مع طلابه من خلال صفحات الفيسبوك رغبةً منه في الوصول إلى أحلامهم وتطلعاتهم فضلاً عن هموهم ومشكلاتهم فهذا هو الذي نسميه ردم الفجوة بين الأجيال ، فقبل فترة وحين قررت الجامعة الأم الغاء دوام يوم الخميس يسهر الدكتور اخليف الطراونة ليلة كاملة على الفيسبوك في حوار عميق وجاد مع الطلبة حول مدى تقبلهم لهذا القرار، وحين يلمس من الأغلبية عدم جاهزيتهم بعد لمثل هذا القرار ، يصدر في اليوم الثاني قراراً يعلن فيه ارجاء التطبيق لحين الجاهزية والاستعداد.
ويحسب للرئيس أيضاً جرأته في اتخاذ القرارات الإدارية بتعيين الدماء الجديدة حسب الكفاءة ودون الاعتماد على قاعدة الأقدمية الباهتة وحدها ، حيث أننا في هذا الإطار لا ننتقص من قدر الخبرة ولكن لا يمكن التعويل عليها وحدها وغض النظر عن كفاءات شابة وطموحة ، قد تمتلك من الطاقة والإبداع ما يصنع المعجزات .
كما لا ينفك الرئيس كذلك عن العمل بجد واجتهاد من أجل وصول الجامعة الأردنية للعالمية ، حيث تجاوزت الجامعه 420 جامعة عالمية في ترتيب الجامعات خلال فترة وجيزة ، كل هذا تحت إشراف الرئيس وباطلاعه الشخصي والاكتروني كذلك ، حيث أنني أعرف شخصياً عدداً من القامات العلمية التي لا تكلف نفسها عناء الانخراط في عالم التكنولوجيا، أو الاقتراب من الشباب "فيسبوكياً " ولا شخصياً .
وأخيراً ليس آخرا فهذا جزء لا يتجزأ من شهادة حق في رئيس الجامعة الأردنية ونختتم بما قاله هو كذلك في صفحته على الفيسبوك :
"أن تكون مديرا مسؤولا أو حتى رئيساً هذا أمرعادي ..و لكن غير العادي هو أن تكون إبداعيا"