16-09-2015 03:29 PM
بقلم : راتب عبابنة
لقد أثلج صدورنا وأبهج نفوسنا ما وجهه جلالة الملك بلقائه مع وجهاء محافظة اربد فيما يتعلق بالوحدة الوطنية إذ كان حاسما وحازما وعازما بهذا الشأن، الذي لو ترك للحكومة فلن يجد سوى التضخيم والكلمات الإنشائية والعبارات والجمل التي حفظناها من كثرة تكرارها في مثل هكذا ظروف.
لقد كان تحذير جلالته للذين يصطادون بالماء العكر محاولين شق الصف الوطني وتعكير الصفو الديني بمثابة مهلة للمراجعة والتراجع والكف عن اللعب المثير للطائفية ــ أبعدنا الله عنها وأبعدها عنا ــ والمحرك للبلبلة بين مكونات المجتمع الأردني الذي يعد مثالا للتجانس والتسامح والتآخي حتى وإن وجد بيننا من يحاولوا خلق الفتن والتفرقة والشرذمة.
لا يختلف إثنان على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية بأي مجتمع مثلما لا يختلفان على أن الفتنة الطائفية تأكل الأخضر واليابس بحال وجد موقظوها المناخ والتوقيت الملائمين لإيقاظها.
الإهتمام الملكي موضع تقدير وترحيب ويعزز الإلتفاف حول القيادة ويختصر المسافة بين جلالته والمواطن المتعطش لتدخل جلالته بالكثير من القضايا خصوصا عندما يطال الأمر كافة ساكني الأردن أو السواد الأعظم منهم. وهنا نأمل من الحكومة الإمتثال والتنفيذ على عكس ما تغاضت عنه من محاسبة للفاسدين الذين أغرقونا بوحل فسادهم. وفي الوقت نفسه نأمل أن يشمل الحزم الملكي الذي لاقى كل التقدير كل من أساء ويسيء للوطن والمواطن سواء بفساد أو محسوبية أو جهوية رفعت من لا يستحقون وأقصت من يستحقون، كما ونأمل أن يشمل كل من يحاول عرقلة محاولة الإصلاح.
لقد سبق وتحدث جلالته عن الفساد والمفسدين مرارا لكن حكومة الرفع لم تعطِ الرسائل الملكية الإهتمام المطلوب، إذ كانت تلك الرسائل تشير لمحاربة الفاسدين وتنظيف الأردن من وحلهم الذي أعاق المسيرة وكلفنا الكثير.
لقد تم التلاعب بحقوقنا من أناس لا يخافون الله ولا هدف لهم سوى التكسب والعمل على إهلاك المواطن، لذا نأمل من الحكومة أن تعمل على تطبيق القانون بصرامة دون تدخل لمتنفذ أو وجيه وكما نأمل منها أن لا تخلق الذرائع لتبرئة المسيء وفي النهاية المواطن البسيط هو الضحية لسوء أدائها.
لا تقل محاربة الفساد أهمية عن محاربة الفتنة الطائفية وربما تزيد لأنها من إفرازات الفساد بصورة من الصور كما لا تقل أهمية عن محاربة العبث بالوحدة الوطنية، وتكاد كلها أن تكون حلقات متصلة ومتشابكة لتشكل سلسلة واحدة.
المواطن الأردني لديه من الإدراك والوعي ما يكفي لعدم الإنجرار خلف مهاترات المغرضين والمتسلقين وراكبي الموجة والنافخين بالكير. وهو يؤمن بحكمة قيادته ونزعتها المتأصلة للخير لكنه بالوقت نفسه فاقد للثقة بأدوات التنفيذ والتشريع وهي أدوات حان وقت تغييرها واستبدالها لأنها شاخت وصدأت.
لذلك جلالتكم، هناك رؤوس قد أينعت وحان قطافها وأنتم جلالتكم قاطفوها، فافعل جلالتك قبل فوات الأوان على تعقيم أدواتك لكي يتوقف التلوث الذي خلفته الأدوات المسمومة.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com