19-09-2015 10:29 AM
بقلم :
برنامج ( مرآيا ) للفنان السوري : ياسر العظمة نال شهرة واسعة في عالمنا العربي ؛ وقدم للمشاهد العربي كثيرا” من المشاهد الواقعية والمثيرة ...
وبعض الحلقات كشفت للمواطن العربي طرقا” شيطانية” ونادرة” للغش وللنصب والإحتيال ؛ ورغم فضح تلك الطرق أمام الناس ؛ فلا زال بيننا من يقع ضحية” للإحتيال وبنفس الأساليب التي كشفت عنها حلقات ( مرايا ) ...
في إحدى حلقات مرايا المعروضة آواخر القرن الماضي ... سمع أهل القرية عن مكتب لاستثمار وتشغيل أموال الناس مقابل أرباح خيالية للمستثمرين بعد كل فترة ... ووضع بعض سكان القرية أموالهم في ذلك المكتب الاستثماري ، وقدمت لهم أرباح مجزية من قبل المكتب ، فهرع كل سكان القرية للمتاجرة بأموالهم مع ذلك المكتب ... وعند حلول الفترة المحددة لجني الأرباح ، توافد أهل القرية لتحصيل أرباحهم الموعودة من المكتب ، ولكنهم لم يجدوا المكتب ولا موظفيه ، واكتشفوا بأنهم وقعوا ضحية” لمجموعة„ جشعة„ من المحتالين والنصابين ...
وبعد عدة سنوات من عرض تلك الحلقة ؛ وقع عشرات أو مئات الوف الأردنيبن ضحية” للإحتيال وبنفس الطريقة ؛ فيما عرف بقضية البورصات الوهمية ، ودعمها المتأهبون للفتوى ...
ومن أغرب الأمور التي تكررت وبنفس السيناريو هي القصة التالية : إجتمع مدير الأمن العام برؤساء أقسام وفروع ومخافر الأمن ، وطالبهم جميعا” بضرورة تطبيق القانون بصرامة ودون محاباة ... وبعد انتهاء ذلك الإحتماع وردت إخبارية لرئيس إحدى الفروع الأمنية بوجود شاب أرعن يسوق سيارته بطيش ويطلق العيارات النارية بعشوائية ويرعب سكان الحي ، فغضب رئيس الفرع الأمني لتصرف هذا الشاب ، وأرسل مساعده مع مجموعة كبيرة من رجال الأمن لإلقاء القبض على الشاب المغرور ... وعند وصول سيارات الشرطة إلى المنطقة المذكورة ، شاهدوا الشاب وهو يستعرض بسيارته ويطلق الرصاص في الهواء ... وبسرعة تم القبض عليه من قبل رجال الأمن ، فحذرهم الشاب المغرور من مغبة هذا التصرف الأحمق والمتسرع ؛ وقال لهم : كلكم ستندمون ... ثم اتصل بخاله المسئول الكبير في وزارة الداخلية ، ولكن الضابط المساعد لم يبالي لتحذيرات هذا الشاب المتهور ؛ واقتاده مخفورا في سيارة الشرطة إلى الفرع الأمني ، وركب ضابط الشرط سيارة هذا الشاب الفارهة وسار بها أمام سيارات الشرطة ... وبعد عدة دقائق اتصل خال الشاب برئيس الفرع الأمني مهددا” ومتوعدا” الجميع بالعقاب إن تعرض إبن إخته للاذى ، فقام رئيس الفرع بالاتصال بمساعده وطلب منه استخدام الرفق واللين مع ذلك الشاب ؛ وعقب كل اتصال من ذلك المسئول يتدلل الشاب المغرور أكثر وأكثر ، حتى ركب هذا الشاب في سيارته الفارهة التي قادها الضابط المساعد ، ولحقت سيارات ودراجات الشرطة بسيارة الشاب الفارهة ؛ وتحول الشاب من متهم ومدان إلى مسئول يتصدر موكبا” مهيبا” من سيارات ودراجات الشرظه ... !!!
وعند وصول ذلك الشاب إلى الفرع الأمني المعني بالقضية ، أدى رئيس الفرع التحية العسكرية للشاب وأجلسه مكانه ، وبعد قيام رئيس الفرع بواجب الضيافة والحفاوة ؛ غادر الشاب المكان وكأنه مسئول كبير في زيارة تفقدية للمراكز الأمنية ، بينما رئيس الفرع الأمني يتوسل لذلك الشاب بأن يوصي خاله لترقيته ...
تتاقضات أوجدها منطق البطش والقوة والاستبداد ؛ والذي ساد كل العلاقات الإجتماعية وحتى العلاقات الدولية ، وهذا المنطق الأعوج حول المتهمين والمدانين إلى مدللين ومنعمبن ومتصدرين لواجهة القيادة والمسئولية !!!
قارنوا بين هذه القصة وبين قصة الرئيس السوري الحالي ... في بداية الثورة السورية ، لم يتعدى عدد القتلى بضع مئات ؛ وكانت الالسن الغربية ومن خلفها العربية تردد وبثبات : إن الرئيس السوري فاقد للشرعية بعد أول قطرة دم بريئة أراقها شبيحته ، وبإنه أصبح الآن خارج الحلول فهو جزء من المشكلة وليس جزء من الحل ...
وبعد قتل واعتقال مئات الألوف من السوريبن وبعد تشريد ملايين السوريين ، وبعد تسوية أغلب المدن السورية بالأرض ... إنقلبت الألسن الغربية وتوابعها العربية ( 180 ) درجة ، وأصبحت تردد الآن بثبات : أن بقاء الرئيس السوري هو الضمانة الوحيدة للسلم الأهلي ، وأنه أساس النجاح لجميع الحلول الممكنة في سوريا ... !!!