19-09-2015 10:34 AM
بقلم : فيصل تايه
الدعوات المستمرة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين إلى ضرورة الحفاظ على "وحدتنا " الوطنية وتمسكنا بها والتي هي خيارنا الأبدي .. هي تأكيدات على ان ما يهمنا في هذه المرحلة أن لا تمس وحدتنا الوطنية ، فجلالته يشدد باستمرار على ضرورة الابتعاد عن كل تصرف أو سلوك من شأنه المساس بهذه الوحدة .. فعلى الدوام يؤكد جلالة الملك الالتزام بموضوع الوحدة الوطنية .. التي ستبقى مثلا ساميا ونموذجا يعتد به من حيث التماسك والتلاحم .. باعتبارها ركيزة الاستقرار.. وضمانة المستقبل.. فهي خط أحمر لا يمكن السماح بتجاوزه في كل الأحوال والظروف .. منذ تاسيس البلد على يد الاباء والاجداد .. فمن واجبنا ضرورة التصدي لكل من يحاول العبث بها.. ومسؤولية ذلك تقع على عاتق كل الأردنيين .. فهم مطالبون بها في كل الأوقات والظروف .. كل من موقعه .. من خلال التصدي لكل من يحاول الخروج على القانون .. أو العبث بالأمن والاستقرار .. أو إثارة الفتنة أو الفوضى بين أبناء الأسرة الأردنية الواحدة ..
إن مشهد تلاحمنا اليوم يفتك بكل من تخول له نفسه مس وحدتنا الوطنية .. فمهما يكن من أمر .. فنحن شعب لا نخضع لأهواء المنازعات والأفكار الخبيثة والمماحكات بين هذا وذاك .. فإيماننا العميق بمبادئ الايدولوجية الإنسانية العظيمة المتمثلة بفكر الثورة العربية الكبرى التي جعلت من الأردن نموذجا مصغراً للوحدة العربية .. مجسدين هذا الفكر على أرض الواقع مقتسمين لقمة العيش معتصمين بحبل الله القوي المنيع ومتعاهدين على المضي قدماً في بناء الوطن كخيار حتمي .. يعلي الهامات .. ويخفق الرايات وتسمو به المواطنة الحقّة .. ولعل تأكيدات صاحب الجلالة في ذلك .. لهي رسالة واضحة لتؤكد للجميع أن وحدتنا الوطنية أمانه في أعناق الجميع .. ومن يمسها فهو عدو الأردن والأردنيين إلى يوم يبعثون .
فنحن الأردنيين .. عقدنا العزم أن نبني أردن الخير والبركة بهمة الرجال وسواعدهم القوية ونحقق أملنا وحلمنا في حياة كريمة فضلى.. بالرغم من جسامة التحديات التي تعصف بنا من هنا وهناك.. فلن يتم مواجهتها إلا بهمة الأردنيين الغيارى على بلدهم ووطنهم .. فالأردن بحاجة لكل أبنائه .. وإن قصر بعضهم فعلى البعض الآخر ألا يأخذ على نفسه نفس التقصير.
ان تجسيد وحدتنا بأروع الصور والمعاني يدفع بنا جميعا أن نكون الجند الأوفياء لتراب هذا البلد.. فمن حقنا أن نعيش أسرة واحدة .. ومن حقنا أن نفخر بتراب هذا البلد الطيب المعطاء .. وطن المهاجرين والأنصار .. وطن الكرامة والرفعة والمنعة .. فمن الطبيعي أن نفخر ونفاخر الدنيا بأنا أردنيون .. إلا أننا أيضا نتمنى من كل الخييرين العمل على كبح جماح البعض الساعين إلى المساس بكياننا وبمقدراتنا فصدور كل الأردنيين رحبة متسامحة تقابل السيئة بالإحسان وتشد أزر بعضها البعض .
إن التوافق والتفاهم بين أفراد مجتمعنا الأردني يعكس مستوى راق من الثقافة .. فلا احد ينكر أن التنافس في أي مجال تنموي خدمة لقضايانا الوطنية حق مشروع للجميع .. ذلك التنافس من اجل هدف واضح ألا وهو شرف خدمة مجتمعنا وبلدنا لا من اجل زعزعة وحدتنا الوطنية وإثارة الفتن والقلاقل والتشبث بأفكار سوداوية هدامة هدفها – لا قدر الله – المساس بأمننا ووحدتنا الوطنية .. فلنتفق جميعاً على خدمة قضايا أردننا ..ونعوّد أنفسنا على أن نتفاهم من اجل مصلحته .. فعلى مستوى قياداتنا الهاشمية والكوادر الوطنية .. هناك تفاهم يعكس نفسه في الأداء العام وفي التعاطي مع القضايا المهمة يمكن استثماره لإسقاط كل التحديات من اجل بناء الإنسان الذي هو اغلي ما نملك وأعز ما نستبشر.
اننا جميعاً معنيون ..أن ولاءنا وانتماءنا للأردن وان تلاحمنا هو مسؤوليتنا جميعا فلنبادر بتقديم أجندة وطروحات أردنية وطنية خالصة من شأنها أن تدفع الأهل والعشيرة والقوى السياسية وكل من له هدف واضح نحو رفعة الأردن وظهوره بأرقى صوره في بلوغ أهدافه النبيلة بأسلوب حضاري واعٍ .. عنواناً للتفاهم والتناغم بين مختلف شرائحة بكل همة ومسؤولية .. ولنعي تماماً أننا شعب قوي منيع لا نخشى إلا الله عز وجل .. مدركين بذلك واقعيتنا ونظرتنا إلى هذا الطرح كخيار وطني .. وكضرورة حتمية لا عودة فيها .. باذلين كل الجهود الطيبة المتضامنة والمتماسكة .. من اجل بلوغ أهدافنا في الوحدة والحرية والحياة الفضلى .. ولا ننسى إننا لا زلنا في دائرة الاستهداف من الباغضين والباغين من أصحاب الأجندة الخاصة والصالونات المشبوهة ومن يتعامل معها ومن لفّ لفيفها .
نريد إلا أن نقدم مشهداً لتماسك مجتمعنا وتفاعل كل أبنائه في نصرة خيار وحدتنا .. وفي تحقيق تنمية مستدامة في هذه الظروف التي تفتك بالضعيف .. فنحن أقوياء ابد الدهر بتماسكنا والتفافنا حول قيادتنا الحكيمة .. خاصة والعالم العربي ما زال يمرّ بأزمة تهدد كيانه ووجوده.. لا يعرف مداها .
نريد أن نثبت للعالم اجمع أن مشهد التآخي والتوافق والتكافل في أردننا يتناغم فيه الجميع .. ويتكامل فيه الجميع خدمةً للأردن والأردنيين .. لإدراكنا أن هذا المشهد يغيظ أعداء الأردن ويقتل شرذمتهم فخيبة أملهم كبيرة .. هذه الخيبة نريد أن نؤكدها ونعمقها .
فهذا هو الأردن .. وطن الجميع .. فليحفظه الله.. وليدم علينا جميعا نعمة الأمن والاستقرار ليبقى بلدنا عزيزا غاليا تفيء بظله أبد الدهر .. ولنعي أن وحدتنا الوطنية أمانة في أعناق الجميع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .