19-09-2015 10:44 AM
بقلم :
أجمل ما نرى من حركات الدهاء وتحميل الأخطاء وتسليط أصابع الاتهام، هو عندما تقوم بعمل وبناء بيت ، فعندما يخطأ معلم الطوبار يقول بأن هذا الخطأ يخفيه معلم القصارة ، وخطأ معلم القصارة والمواسرجي والكهربائي يختفي بأعمال الدهان والجبس ، وخطأ معلم الدهان ومعلم البلاط يختفي عند فرش البيت بالسجاد والموكيت من معلم الديكور، وفي نهاية العمل تجد معلم الديكور إذا ما رأى ووجد صاحب البيت عيب وخطأ واضح في عمله، يضع اللوم والسبب على من قبله …. حتى يصل الخطأ إلى معلم الطوبار الذي بدوره يبرر سبب الأخطاء الفنية وتراكمها على طبيعة الأرض وعدم استوائها ( فتظهر الجريمة ، ويختفي الجاني) هذا كله عدا المواعيد الكاذبة التي يقسمونها أصحاب المهن أثناء العمل .
فلو نظرنا إلى أقوال ومواقف أصحاب المهن في بناء البيت ، لوجدناها لا تختلف عن مواقف وحالات الشجب والاستنكار والرفض العربي لما يجري من قتل وتشريد ودمار على الأراضي الفلسطينية ، فحالات الشجب والاستنكار الإعلامية والتي اعتاد الناس عليها لم تؤثر ولن تؤثر على هذا الكيان الغاصب والغادر ، فقد اعتاد وتعود هؤلاء الصهاينة على تلك المواقف العربية من أي اعتداء غاشم على الأقصى ولم يأخذوا لها أي اعتبار ، فالكل ينتظر… والكل نيام … والكل يهتف ( نحن راجعون) لكن من تحت اللحاف … ( فالعالم العربي يبلع حبة البث المباشر ، يا عيني عالصبر يا عيني عليه ، والعالم العربي يضحك لليهود القادمين إليه من تحت الأظافر ).
فنقف وقفة حب وإجلال لتلك الأيادي المقدسية الطاهرة، والمرابطة في سبيل الله المدافعة عن بيته بالحجارة والقلوب المعلقة به ،ونقول لهم:لا تطلبوا النصر إلا من الله ، فإن الله سينصركم ولا تنتظروا احد لأن الجميع سيتخلى عنكم و سيخرج لكم بشعار ’نحن راجعون’ ، …وصدق الشاعر عندما قال : ( تغلغل اليهود في ثيابنا ’ونحن راجعون’ صاروا على مترين من أبوابنا ’ ونحن راجعون’ ناموا على فراشنا ’ ونحن راجعون’ وكل ما نملك أن نقوله : إنا إلى الله راجعون)