حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9550

تواصل مهرجان عشيات طقوس المسرحية الدولي

تواصل مهرجان عشيات طقوس المسرحية الدولي

تواصل مهرجان عشيات طقوس المسرحية الدولي

21-09-2015 09:13 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - من العروض المشاركة في الدورة الثامنة لمهرجان عشيات طقوس المسرحية الدولي، مسرحية «أعراس آمنة» عن رواية بالاسم ذاته للروائي إبراهيم نصر الله، التي عرضت أول من أمس على مسرح هاني صنوبر، وكانت شاركت سابقا في الدورة الحادية والعشرين لمهرجان المسرح الأردني في دورته العربية لعام 2014.

تعد رواية نصر الله من المعالجات المميزة لواقع الشعب الفلسطيني مسرحيا تحت الاحتلال، يتبين ذلك من رسائل المسرحية، فكان حضور النص الدرامي المُفاد من هذه الرواية قويا،عبرت عنه حواراته الممتدة: (العدو سرق الوطن وأعطونا كسرة، ويريد أن نشكره)، (لا يمكن لدولة ان تقام وتستمر، تتسع للضحايا والجلاد)، (حين نزغرد نهدف من أن لا يفكر ذلك القاتل بأننا لو لهنيهة أننا قد قبلنا بالهزيمة).
كما وتعد هذه التجربة مهمة للشراكة الجماعية في العرض بين مقترحات البشتاوي الإخراجية، ومن جهة ثانية إضاءة محمد المراشدة، وثالثة لأداء زيد خليل ونهى سمارة، في غوصهما دواخل الإنسان الفلسطيني المقاوم ليس في القتال حسب وإنما في كيفية صنع الحياة لجهة استمرارها مجتمعاً وثقافةً.

وإذا كان المسرح يحاكي الواقع، إلا أنه يقدم صياغة أخرى له وفي الوقت يطرح قيمه، قيم الإنسان فيما هو كائن ومتخيل، ولكن في حالة تناوله لواقع الشعب الفلسطيني، الذي يغدو واقعا مأساويا ممزوجا بالغرائبي أثناء حصد الحيويات الإنسانية التي تنشد فقط مجرد حياة، أثناء سحقها بالحديد والنار ورؤى الإعلام السوداء بقيمها المقيتة، كما حدث في الشتات في صبرا وشاتيلا ومخيم اليرموك، أو تحت الإحتلال كما في غزة.

نص مسرحية «أعراس آمنة» الذي وقف خلفه مخرجا ومعدا د. يحيى البشتاوي، جاء واقعيا سحريا، في جمالياته، وذلك لكونه طرح محاكاته واقع المقاومة الجهادية شعبا وفصائل مسلحة، في حروبها مع أعتى ترسانة أسلحة في المنطقة، وبخاصة رؤية هذه المقاومة للموت كجزء ثان مكمل للحياة، هناك في منطقة كما وصفتها الحوارات حيث الخالق، حيث لا تصلها حمم وقذائف وحقد الإحتلال.

رسائل المسرحية وصلت أساسا عبر محمولات أداء الممثلين زيد خليل ونهى سمارة، ومن جهة ثانية مع جماليات إضاءة محمد المراشدة الذي وفر معمارا سينغرافياً، في الفراغ المسرحي، استطاع من خلاله توفير حيزات، ومناخات وأجواء تناغمت معها أداءات الممثلين.

إلى ذلك قدمت مسرحية «في ظل الحمار» تأليف دورينمات فريدريش (1921 – 1990م)، على مسرح هاني صنوبر، وقام بإعدادها مخرج العرض إسلام امام، عن النص نفسه الذي ترجمه د.يسري خميس. وجاء العرض من حيث مكوناته السمعية والمرئية، قريباً من أجواء أغلب أعمال هذا المؤلف والمسرحي والروائي السويسري التي توسم بالمسرحيات الهزلية المأساوية.

بين ذلك الفضاء الهزلي، الذي شكل خلفية أحداث المسرحية حول خلاف صاحب حمار أجره لطبيب أسنان، حيث يطالب صاحب الحمار الطبيب بأجرة ظل الحمار عندما يجلس الأخير تحته ليتقي حر الشمس، على اعتبار انه أجره فقط الركوب على ظهر الحمار، وليس الإفادة من مزايا الحمار الأخرى.

ليصل الخلاف بينهما ويتطور في سياق الأحداث إلى خلاف قضائي ثم مجتمعي ثم طبقي، لتقسم البلاد التي تجري فيها هذه الأحداث وتدمر عن بكرة أبيها.

طالت رسائل البناء الرمزي للعرض أحداثا وظروفا عصفت بالمجتمع المصري قبيل وبعد «الربيع العربي». ولكن كانت هناك مسألة هي موجودة في النص، لم يتلمسها المتلقي في هذا العرض، عندما تفر شخصية الحمار من المحكمة وتعبر المدينة التي دمرت بسبب الخلاف، يقول وبعد أن يرى التشظي والخلاف الكبير بين الناس ، لست أدري من هو الحمار؟!

العمل حمل بصمة العمل الجماعي بامتياز، وبخاصة بين أداء الممثلين للشخوص التي جسدوها، وكان لنقوش وخطوط الأزياء الخاصة بكل شخصية الأثر الكبير في إنشاء السينغرافيا المرئية للعرض، إذا علمنا قلة القطع الديكورية، وقد ضمت الشخوص: الراقصة وبائعة الهوى، والمدعي العام، والزوجة، والقاضي، وطبيب الأسنان، وبائع الحمير، ومحامي بائع الحمير، ومحامي طبيب الأسنان، مسؤول حقوق الإنسان، كبير العلماء. وقدم مختلف الشخوص:سماح سليم، محمد ثروت، بيومي فؤاد، أحمد السلكاوي، عمرو عبد العزيز، حمزة العيلي، محمد خالد، إسماعيل جمال، وسمر نجيلي.








طباعة
  • المشاهدات: 9550

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم