23-09-2015 10:12 AM
بقلم :
يحكى عن احد زعماء قبائل الهنود الحمر عندما استلم منصب الزعامة ، قام بتعين عدد من المحاسبين وأمناء على صناديق صرف الهبات والمنح ورواتب الموظفين ، فكان احد المحاسبين يعرف بأمانته وتطبيقه للقانون على أصوله فلا يُخرج درهماً واحد إلا بموجب نص قانون القبيلة، وكان المحاسب الآخر يطبق روح القانون من خلال البحث عن منافذ قانونية من اجل مساعدة الناس ومنحهم الهبات والأموال دون التحيز لأحد ، أما المحاسب الثالث فكان يكره أن يحصل الناس على مساعدة الزعيم وهباته و إذا ما أعطى زعيم القبيلة مبلغ من المال لأحد المحتاجين تمنن عليه ذلك المحاسب وشاركه في تلك الهبات والأعطيات بحجة انه هو من حصّل له ذلك المبلغ .
فأحترم الشعب المحاسب الأول لأمانته وتطبيقه القانون على الجميع، وأحبوا المحاسب الثاني الذي كان يسير بروح القانون ويتلمس أوضاع الناس ويتألم لجراحهم وأوجاعهم ، وكرهوا الصنف الثالث من المحاسبين لجشعه وأنانيته وحقده وحسده .
فلو نظرنا اليوم إلى محاسبي وأمناء صناديق المؤسسات هذه الأيام (وخصوصا المستقلة منها والخاصة) لوجدناهم أصناف عدة ، فصنف يسير حسب القانون والشرع ويعطي كل واحد حقه، ويخاف أن يرتكب صغائر الأخطاء ،وهذا الصنف انقرض مع انقراض التنين والعنقاء ( إلا ما رحم ربي ) ، وصنف يمشي بروح القانون ويحب أن يساعد الناس ويساعد زملائه من الموظفين ويبحث لهم عن ترقيات وامتيازات ،وهذا الصنف إن لم ينقرض فهو على سلم التهميش (مهمش) ولن تجد له أي خيال ، وصنف يعرف القانون لكن يستعمله ويطبقه حسب رغباته ، فإذا تعارض القانون مع مصالحه وضعه على الرف ، ويبرزه ويطبقه على غيره من الناس، ( فما أكثر هذا الصنف) ، وصنف من المحاسبين لا يكتفي بحرمان الناس من حقوقهم ومن الترقيات فحسب وإنما يمشون في مضرة الناس واستغلال أخطائهم ، وكأنهم يدفعون من جيوبهم ، وذلك لحسدهم وجشعهم وأنانيتهم ( يحسدوا القط عافيته).
فما أجمل أن يسير ويطبق القانون على الجميع ، والأجمل عندنا نستخدم روح القانون في مساعدة الجميع ، فالقانون رائع والأروع هو روح القانون.