بقلم : د. نزار شموط
باتت الشوارع والطرقات تعج باليافطات التي تحمل عروضاً بالوان واشكال منمقة توجهك لسبل الخير والحصول على الاجر , بشرط ان تشتري اضحيتك من هذه الجهات التي أمرت نفسها راعية لبيع وتوزيع الاضحيات للفقراء والمساكين في الداخل والخارج .
والسؤال الذي يطرح نفسه , من منح هؤلاء الرخصة للاستثمار بهذه الشعيره الدينية ؟
وكيف سمح لهم بزراعة الشوارع والطرقات باليافطات التي تزيد كلفتها على مئات الالوف من الدنانير , وهل هذا العمل خالص لوجه الله ام انه استثمار مرخص به ؟ ام احتيال ونصب واستغلال غير مشروع ؟
لقد احصيت ما يزيد على عشرات الجهات والتي تحمل اسماء وعبارات تثير العاطفة الدينية في هذه الايام الفضيلة , والتي تجعلك وتحفزك وتستثيرك عند كل يافطه ان تتصل بهذه الجهة وتدفع ثمن الاضحية وتتبرع بها لوجه الله .
كما ان هناك عروض مشجعة , منها اتصل بنا يأتيك مندوبنا اينما كنت ويستوفي ثمن الاضحية .
ايضاً هناك بدائل للجهات والاماكن التي ترغب بتوزيع اضحيتك فيها ( للفقراء في الداخل , في فلسطين وغزه , في الصومال في......الخ ) .
ومن الخيارات المتاحة ان تُذبح اضحيتك في الاردن او تذبح في استراليا او رومانيا , وبأسعار تبدأ من 75 وتنتهي ب 150 دينار , والمهم انها وعلى ذمتهم ستوزع على الفقراء والمساكين .
لا ننكر ان هناك جهات رسمية ربما تكون مرخصة لهذه الغاية , لكن في السنوات الاخيره بدأنا نشعر بوجود جهات بمسميات مريبة دخلت على الخط .
والسؤال اين الجهات الرسمية والرقابيه في المحافظات من هؤلاء ؟؟
ولماذا لاتتبنى جهات رسمية مثل صندوق الزكاة , وصندوق الحج الاستثمار بهذا الامر كونه مجدي , وبطريقة شرعية وقانونية ؟؟
ولكن اقول لماذا نلجأ ونستعين بهذه الجهات لتأدية هذه الشعيرة ؟
فمن السنة ان تختار اضحيتك بنفسك وبحسب الشروط التي اقرها الشرع للاضحية .
ومن السنة ان تشهد الذبح , وان تقسمها الى ثلاث حصص , لاهلك حصه والباقي للفقراء , ويفضل ان توزعها بنفسك اذا امكن .
فلماذا نحرم انفسنا من هذه الطقوس المباركة , ونلجأ للغير ليقوم بهذا الدور , حتى وان كان موثوقاً ؟؟
تقبل الله طاعاتكم , وكل عام وانتم بخير .