28-09-2015 01:30 PM
انتشرت الأخبار في المدينة وكثر الكلام عن الظلم الذي يقع على ابنة الوالي الوحيدة (جولي) من قبل زوجة أبيها ( زوجة الوالي الجديدة) وذلك بعد وفاة والدتها التي عانت كثيراً من المرض ، حيث كانت الأخبار تتناقل والروايات تتحدث بأن زوجة الوالي الجديدة تضع جولي في مستودع القصر وتعاملها كالكلاب وتعذّبها وتقيّدها وتحرمها من الطعام والشراب لساعات طويلة دون علم الوالي بذلك ، وكانت جولي لم تبلغ الخامسة عشرة من العمر حيث كانت فتاة جميلة جداً وتحب الناس جميعاً، فأرادت زوجة الوالي الخلاص منها ومن وجودها في القصر ، فاتفقت مع احد حراس القصر بأن يختطفها في المساء بعد أن تسهّل له الطريق ،وأن يأخذها إلى بلاد بعيدة وان يتزوجها ، وأعطته مبلغ من المال.
فلما سمع بعض رجال المدينة من نسائهم بقصة جولي ، ذهبوا إلى الوالي وقام كبيرهم بإخباره بالظلم الذي يقع على جولي والعذاب الذي تتعرض له من قبل زوجة الوالي دون علمه....فلما سمع الوالي بذلك غضب كثيراً ، وقال لهم: من أخبركم بهذه القصة؟ فقالوا : سمعناها من نسائنا ، وكل نساء المدينة تحكي بقصة جولي، فنادى الوالي الحرس وأمرهم بوضع رجال المدينة الموجودين عنده في سجن القصر ، ولما سألوه عن سبب سجنهم ، قال لهم الوالي: بأنه لا يوجد عنده ابنة اسمها جولي ، كما انه ما زال أعزب ولم يتزوج أي امرأة ....وأمر بحبسهم لمدة شهرين مع الأشغال لأنهم يلقون بآذانهم وأسماعهم لكلام نسائهم دون أن يتأكدوا من صحة الأخبار.
فكم تورط رجال وشباب جراء إلقاء آذانهم وأسماعهم لسواليف النساء وأحاديثهن المبهرجة والمبهرة والمخللة ، وكم حصلت حالات طلاق وخصام وزعل بين الإخوان والجيران والأصحاب بسبب الزن والرن والقر من النساء فوق رؤوس الرجال وعلى أتفه الأسباب.
فنقول إن قواعد تصديق الكلام بشكل عام ...بأن لا تصدق كل ما تسمع ، وصدق نصف ما ترى.
أما قواعد تصديق الكلام الصادر من النساء ...بأن لا تصدق كل ما تسمع وكل ما ترى ، ( إلا ما رحم ربي).