30-09-2015 09:49 AM
سرايا - سرايا - يؤكّد مدير ثقافة المفرق، التابعة لوزارة الثقافة، فيصل السرحان أهميّة العناية بالإبداعات الشبابية وتوفير الدعم المؤسسي لها، مهتماً بالحراك الأدبي والفني في المحافظة التي نافست لتكون مدينة الثقافة الأردنية ألفين وستة عشر.
ويشرح فوائد أن يكون في المفرق مركز ثقافي يحتضن المواهب والنتاج الإبداعي، معرباً عن أمله بجهود نيابيّة تراكميّة تثمر قريباً بالتنسيق مع وزارة الثقافة بهذا الخصوص.
وينطلق السرحان من أهميّة الدور الثقافي الذي تؤديه وزارة الثقافة في المحافظة وجوارها، من خلال جملة النشاطات الأهليّة، مستثمراً هذا الحراك الثقافي في مسألة (التنوير) المجتمعي، ذاكراً ورشات إبداعيّة وتوعوية وتنسيقاً مع هيئات ثقافيّة متخصصة تنقل رؤية الدولة الأردنية في تعميق الحس الوطني وإدراك الطبيعة السياسية والاقتصاديّة للمفرق وجوارها في ظلّ العديد من المتغيرات.
ويؤكّد ما يمكن أن تسهم به البلدية في هذا المجال، بالاستفادة من وجود جامعة آل البيت وبرامج وزارة الثقافة في مهرجان القراءة للجميع وإنشاء المكتبات في المناطق البعيدة عن قصبة المفرق، عدا الفرص التي خلقتها الوزارة في عنايتها بمهرجان الخالدية السنوي للشعر النبطي والشعبي، واعتمادها هذا المهرجان وغيره من المهرجانات المتزايدة وسيلةً لترسيخ القيم النبيلة ودور الأردن في التكافل العربي والإنساني، بعيداً عن أيّة نعرات.
ويوضّح السرحان ما تضمنته (مدونة السلوك الثقافي) التي أقرّتها الوزارة لتظلّ هذه المهرجانات نقطة إشعاع حضاري واعتزاز بالمنجزات الأردنيّة والاستقرار الوطني في خضمّ طوارئ السياسة العربية وأخطار نزعات (التكفير)، ما يستدعي المحافظة على التراث الأصيل في تعزيز تقدّم الأردن ونهوضه بكثير من المتطلبات.
ويتحدث عن خطّة مديرية الثقافة في ندواتها ولقاءاتها المستمرة مع الهيئات التي تتبنى التوعية المجتمعية في مجالات تثقيفية، ذاكراً في هذا الجانب احتضان مواهب المدارس وتشجيعها وطباعة كتاباتها، والتواصل المؤسسي لذلك مع أصحاب العلاقة والاهتمام.
ويذكر السرحان أنّ تنسيقاً جرى مع الهيئة الملكية للأفلام في إقامة ورشات الإنتاج السينمائي وفنون الكتابة والإخراج، عادّاً ذلك وسيلة مهمة لبث القيم الإنسانية وتفريغ الطاقات الإيجابيّة من خلال هذا الحقل المهم الذي يمكن من خلاله لابن المحافظة أن يرسّخ حسّه الوطني ومرتكزاته العريقة وإيمانه الأصيل بالوطن.
كما يذكر التواصل مع وزارة التربية في حفز إبداعات الطلبة وصقل شخصياتهم من خلال الاستفادة مما تكتنز به محافظة المفرق من إبداعات الشعر النبطي الذي تمثله مهرجانات الخالدية، والسرحان، والبادية الشمالية، وأم الجمال، وصبحا والدفيانة، والدجانيّة، من جهة، ومن خلال احتضان مواهب الإبداع الأدبي، بالاستفادة من (بيت الشعر) الذي تأسس هذا العام بمبادرة سخيّة من حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي بالتنسيق مع وزارة الثقافة الأردنيّة، ضمن سلسلة إنشائه ألف بيت شعر في مدن تحتاج مثل هذه البيوت في الوطن العربي.
ويدرك السرحان حجم الرغبات الإبداعية في المحافظة وكل المحافظات الأردنيّة في إقامة الأمسيات الإبداعية في مجال الشعر الفصيح في(بيت الشعر)، مؤملاً أن يصار إلى فتح المشاركات العربية في هذه المؤسسة التي تشرف عليها وزارة الثقافة من خلال مديرية ثقافة المفرق، معلناً أنّ (ملتقى المفرق للشعر العربي)، الذي ينطلق غداً الخميس 1/10 برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة د.لانا مامكغ في قاعة البلدية بتنظيم من بيت الشعر، هو تجسيد حقيقي لهذه الرغبة التي يحييها إبداعياً شعراء جاءت مشاركاتهم بناءً على معايير الكفاءة والإبداع والريادة والحضور، وفي مقدمتهم شاعر الأردن الكبير العين حيدر محمود.
ويعرب السرحان عن تقديره لمبادرة الشيخ القاسمي والجهد الحقيقي لمدير دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عبدالله العويس ومدير بيت الشعر هناك محمد البريكي، في التواصل الجاد وتقديم الخبرة والنصيحة في التأسيس والإشراف، وما شهده حفل الافتتاح الذي باركته وزيرة الثقافة، وحظي باهتمام شعبي وإعلامي مبشرين.
ويعتبر أنّ بدايات أيّ مؤسسة في هذا المجال عادةً ما تكون لتجذير الفعل الثقافي، مؤكّداً احترام مديرية الثقافة رأي اللجان وخبرة أعضائها في ترشيح الأسماء لنشاطات بيت الشعر التي تظل قائمة في عقد الورش وتقييم الأعمال الإبداعيّة من خلال الندوات المتخصصة وحفلات الإشهار.
ويرى السرحان أنّ مهرجان الخالدية للشعر الشعبي والنبطي الذي ينطلق الخميس القادم 8/10 إنّما يؤكّد قيمة التنوع الثقافي بين الألوان الأدبيّة، ما يسمح بحمل كلّ الإبداعات وتطوير الذائقة الأدبية للأجيال في احتكاكهم بجيل الرواد.
كما يؤكّد ما يحظى به هذا المهرجان محلياً وعربياً نظراً لسمعته العالية وتوافره على إبداعات مهمة تجعل من منطقتنا الأردنية حاضنة دائماً للتنوع والإبداع، مهتماً بما تعززه القراءات الشعرية عادةً من معاني الافتخار بالوطن والإنسان عموماً، وتتضمنه من مفاهيم إنسانيّة إيجابية تستند إلى منطلقات التسامح وقبول الآخر واحترام الذّات.