30-09-2015 01:33 PM
بقلم : دحام مثقال الفواز
منذ فترة طويلة ليست بالبعيدة توقفت عن كتابة مقالاتي لامور ارتبطت باعمال خاصة اشغلتني عن اي كتابة،
ولكن في هذه الفترة بين تنقلاتي من هنا وهناك واسمع وارى فاني لا اجد الا من الاجواء التي تظهر على الوجوه من حزن وكآبة وعدم تفائل.
للاسف عدم التفائل تظهر على الوجوه من جراء ما يحصل من زيادة في الجوع وغلاء الاسعار التي تزيد يوما بعد يوم، وتكسر ظهر المواطن وعائلاتهم.
العرض ما زال مستمراً وسيستمر،
منذ بدء الخليقة والأنسان يبحث عن ذاته ، يبحث عن كينونته ، يبحث عن صيرورته . يبحث عن ذاته في وجوده والهدف من هذا الوجود . ويبحث عن كينونته محاولا معرفة أين هو في وسط هذا الكون الذي يحيط به . ويبحث عن صيرورته لمعرفة أين المصير بعد إنتهاء ذاته وكينونته على هذا الكوكب المسمى بالأرض بما عرف بالموت . آي بخروج الروح عن الجسد الذي ينتقل من حركة وحياة بجسده فوق الأرض إلى حالة من عدم الحركة والحياة بجسده تحت الأرض .
شاشات التلفزة والتي قاطعتها منذ فترة، لانني مللت كلام من يدعون بالمسؤولية وانهم اصحاب قرار، نفس ذلك العرض والنص والتباكي امام تلك الكاميرات والشاشات.
هؤلاء الاشخاص، لا يدركون مدى الشعور والحاجة التي يشعر بها الإنسان الذي مر بحالة الفقر والجوع وارتفاع الاسعار التي لا يشعر بها ذلك المسؤول، فالمضطر إلى الطعام لسد رمقه في حالة انعدامه يواجه خطورة الموت وعندها تباح له كل الاعذار.
فالذي يخاف التلف على نفسه يتناول كل ما يحفظ به نفسه، لهذا يبيح لنفسه اكل الميتة والسرقة والنهب، ومن الطريف ما ذكر أحد المشايخ ان الجائع المضطر إذا لم يجد إلا نفسه جاز له أن يقطع بعضاً من اعضائه غير الرئيسية التي لا يؤدي قطعها إلى هلاكه ويأكلها..! –
اصبحنا لا نستغرب عندما نسمع عن سرقات ونشل في الشوارع والبيوت، اصبحنا لا نستغرب عندما يشتكي الاب والام والعائلات من قلة الحيلة وغلاء الاسعار الفاحش.. لان من يرفع بالاسعار لا يشعر بالبرد ولا بالجوع ولا يفكر كيف سيسير الحال لليوم الثاني.
اصبحنا نخاف كل يوم من حناجر الفقراء عندما ستصرخ وتقول كفانا سكوتا فلم نعد نحتمل هذا السخط علينا... لم نعد نحتمل هذا الجبروت الظالم الذي تحملوننا اياه يوميا.
لسان حال الكثير من الاردنيين اصبح يقول : نفسي اطلع من هالبلد
ها قد وصل حال الاردنيين للهروب من بلدهم من جراء تلك السياسات التي اصبحت على الاردني كالمنام المزعج.
اصبح الاردني يصحوا من نومه ويبحث في تلك الاخبار عن اي ارتفاع قد يحصل، عن اي ضرائب قد اتت، عن اي وسيلة يستطيع ان يوفر راتبه او بالاحرى ( المعاش ) فالمعاش اصبح لان يستطيع ان يعيش به الا لاخر الشهر، وهذا من الصعب ان يكفيه.
وتقولون لنا لما كثر النصب والاحتيال وجرائم القتل وحالات الطلاق ؟؟؟
اسالوا اقلامكم التي تخط تلك المصائب على رؤوس من يحمون بدموعهم وارواحهم هذه الارض.
اصبحوا الان من يحمون بدموعهم وارواحهم يتمنون ان يسلكوا طريق المطار للركوب في اول طائرة تقله الى مكان يرتاح به من هذه المناظر والمضايقات.
المسؤول في الاردن لا تراه الا بعد خروجه من منصبه، اما تراه واقفاً يطلب في جاهات الافراح، او تراه واقفاً على احدى صدور المناسف في المناسبات.
هذا هو الحال.
dahhamalfawwaz@yahoo.com