03-10-2015 10:00 AM
سرايا - سرايا - ينظر مدير دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عبدالله العويس إلى مبادرة حاكم الشارقة الدكتور الشيخ سلطان القاسمي في بيوت الشعر العربية الألف التي يتبناها، مشروعاً عروبياً، القصد منه لمّ الإبداع الثقافي العربي من خلال الشعر.
ويهتمّ العويس، الذي أشرف على إنشاء بيت الشعر في المفرق وحضر افتتاحه وملتقاه الأول للشعر العربي، مثلما يشرف على بيت الشعر في موريتانيا بلد المليون شاعر، بكون الأردن مبادراً للتنسيق بهذا الخصوص، انطلاقاً من شمولها على كفاءات عالية في الإبداع الأدبي تفرض حضورها على الساحة العربية، وتحديداً في فعاليات مهرجانات الشارقة وجملة ملتقياتها الأدبية والفنية.
ويعرب عن تقديره لجهود وزارة الثقافة الأردنيّة في أن يكون الأردنّ مُستهلاً لمبادرة الشيخ القاسمي، في تعزيز الوعي المجتمعي بما تقدمه بيوت الشعر من فوائد على صعيد تأكيد التأثير الثقافي، والتشجيع على الإبداع من خلال نشاطات هذه البيوت.
ويؤكّد العويس قيمة الفعل الثقافي المؤسسي جهداً تراكمياً، في حديثه عن الفعاليات المنتظمة لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة التي تنسّق عربياً في تنفيذ توجيهات حاكم الشارقة ورؤآه الثقافية، مبيناً أنها ومنذ تأسيسها قبل أكثر من ثلاثين عاماً ظلّت تحرص على أن تكون حاضنةً حقيقية لجميع مجالات الفنون والأدب والتراث، مضيفاً أنّ الشارقة أصبحت اليوم بمدنها الشرقية على الساحل وفي الوسط وفي الصحراء إضافةً للمدينة الأم تشكل نسيجاً مؤسسياً ثقافياً متكاملاً يشتمل على أكثر من أحد عشر مسرحاً عدا عشرات المرافق الثقافية والمتاحف والمعارض الفنيّة والساحات التراثية وغيرها الكثير الذي نتج عنه أكثر من ثمانية آلاف نشاط ثقافي في عام الثقافة الإسلامية عام 2014 الذي توّجت فيه الشارقة عاصمةً لذلك العام.
ويعزو العويس نجاح الفعل الثقافي في أيّ بلد إلى إيمان الدولة بهذا الفعل وتعزيزها مَواطنه وتشجيعها على استمراره، مدللاً بدراسات حاكم الشارقة القاسمي المتأنية في العمل المؤسسي ووضع المداميك الأولى والبنى التحتيّة لرؤيته الثقافية في التنويع الثقافي بين الفن والأدب والتوعية الثقافية ما أدّى إلى كلّ هذا الكمّ المتنوع الذي يشهد به الأشقاء العرب في حضورهم المستمر هذه الفعاليات ومشاركتهم فيها، وهي رؤية ثقافية مهمة جعلت الشارقة محطّ اهتمام في هذا المجال.
ويؤمن بالتطوير الدائم ومواكبة حاجة المجتمعات في اجتراح الأفكار ووضعها موضع التطبيق تلبية لتنوع الرغبات المجتمعية وأذواق التلقي، شارحاً أنّ دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة استحدثت مؤخراً ثلاث مؤسسات ثقافيّة هي هيئة الشارقة للكتاب، ومعهد الشارقة للتراث، ومجمع الآداب والفنون، بوصف هذه المستحدثات تعبيراً حقيقياً عن كنوز الثقافة في دولة الإمارات عموماً والشارقة على وجه الخصوص.
ويرى العويس في نشاط الهيئة العربية للمسرح أنموذجاً مهماً في التواصل الثقافي العربيّ، موضّحاً أن هذه الهيئة التي تمّ إنشاؤها في الشارقة وتنتشر مكاتبها على خريطة الإبداع العربي في دوراتها السنوية وجوائزها وخطة عملها إنما هي دليلٌ واضح على اهتمام الشارقة ممثلةً بصاحب السمو الشيخ القاسمي بالفن وتأكيد حضوره، مثلما يتأكد هذا الحضور اليوم في سلسلة بيوت الشعر التي يجري التعامل مع ترسيخها مؤسسات فاعلة بنفس طويل إدراكاً لأهميّة ضخّ هذه المؤسسات الحديثة بالخبرة الإدارية التي تتوافر عليها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في أعمالها التي تهتم بالإنسان والتراث وتعزيز أجندة الثقافة بين الشعوب.
كما يرى إلى تجربة بيوت الشعر العربية بمعايير اختيارها وحاجة المدن إليها، وتحديداً في المناطق البعيدة عن مركز الفعل الثقافي في عواصم هذه الدول، ما يحقق هدف اعتياد الأقاليم العربية الفعل الثقافي، وهي التي تشكو عادةً من قلة الاهتمام بإبداعات أبنائها وإهمالها في كثير من الحالات. ويؤكّد العويس أنّ حضوره شخصياً لنشاطات هذه البيوت وملتقياتها إنّما يؤكد النيّة الحقيقية للتواصل دون الاكتفاء بالتواصل عن بعد، مضيفاً أنّ حرص دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة على نجاح التجربة العربية في بيوت الشعر لا يقلّ عن حرصها على نجاح مؤسساتها الثقافية العاملة في بلدها الأم.