03-10-2015 10:04 AM
سرايا - سرايا - مندوباً عن وزيرة الثقافة رعى المستشار في الوزارة يسار الخصاونة حفل افتتاح ملتقى الشعر العربي الذي أقامه بيت الشعر مساء أول من أمس وحضره القائم بأعمال سفارة الإمارات أحمد الطنيجي ورئيس دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة عبدالله العويس.
استُهلّ الحفل، الذي أداره الشاعر عبدالله مبيضين في مبنى البلدية وحضره مدير بيت الشعر في الشارقة الشاعر محمد البريكي، بكلمة مدير بيت الشعر مدير مديرية الثقافة في المفرق فيصل السرحان التي حملت الاهتمام الثقافي الأردني بمبادرة حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في إنشاء ألف بيت شعر في الوطن العربي، معرباً عن تقديره لهذه المبادرة الواعية التي تؤكد رسالة القاسمي في نهضة الأمّة ورفعتها خصوصاً وهي تمرّ بمراحل ضياع الكثير من مخزونها الفكري والحضاري.
وقدّم السرحان إيجازاً عن بيت الشعر في جملة نشاطاته التي تهتم في الدرجة الأولى بشعراء الفصحى ولا تقتصر على مبدعي محافظة المفرق، إيماناً بالتكامل الثقافي بين المحافظات الأردنية.
كما أعرب السرحان عن تقديره لوزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ في متابعتها افتتاح بيت الشعر والتنسيق بشأنه مع دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة الجهة الداعمة الرئيسية في هذا المشروع.
وممثلاً للهيئات الثقافية في المفرق ألقى الدكتور أسامة تليلان كلمةً احتفت بالمبادرة الكريمة، وأهميّة الفعل الثقافي في محاربة الفكر المتطرف الظلامي، مهتماً بحفز هذه المبادرة الهيئات الثقافية في محافظة المفرق لكي تنشط فتستعيد دورها المهم، خصوصاً وأن بيت الشعر الذي جاء مدعوماً من حاكم الشارقة يسهم في تنمية الإبداعات التي يمكن أن تشمل كل ألوان الأدب والفن أسوةً ببيت الشعر.
وتخللت القراءات الشعرية معزوفات على الربابة وقصيدة في مدح القيادة الهاشمية قدّمها محمد كريم الخزاعلة لاقت استحسان الجمهور، ليشارك الشعراء عيدالنسور، ويوسف أبو لوز، ونبيلة الخطيب، ولؤي أحمد بقصائد حملت همومهم الذاتيّة ونظرتهم إلى المحيط، بحضور الشعراء يوسف عبدالعزيز، ود.راشد عيسى، وعدد من شعراء المحافظة.
أبو لوز: حوار الموت
في حواراته المكثّفة حاول أبو لوز أن يوفّق بين تجارب قديمة وحديثة، مستدعياً السياسة، ضاجّاً من أنّه (تشيّأ) في بلاد وأصبح شبه الحجر، وعلى هذا المنوال ظلّ يلامس موته ويحاوره ويرثي زمانه واللامكان ويراوح بين اليسار والوسط واليمين.
قرأ أبو لوز: (يحيط بي شالٌ لها طويل/ يحيطها البنفسج النحيل/ يحبني أولادها وبيتها/ يحبها القاتل والقتيل/ يمرّ بي صوتي كمثل الناي/ يمرها صوتي فيبكي البرتقال)، ليحاور في هذه القصيدة النادل وموته الذي يزفّه إلى مثواه، فيما هي يزفّها أحبابها، بينما يقوده شعره إلى منفاه.
من قصيدة (التفاح الخجول) قرأ أبو لوز: (عرّونا في بستان التفاح امرأةً فامرأةً/ رجلاً رجلاً/ فسترنا العورات بأيدينا/ غطينا أثداء النسوة بالأكتاف...)، وبعد معاينته التفاحة التي احمرّت خجلاً..، تأمّل أبو لوز الباب الذي احدودب، في مشهديات دلّت عليها الأسطر: (يا إلهي/ كم احدودب الباب/ كم وهن العظم فيه، وكم شاب/ كم ضعفت عينه العسلية/ مطعونةً بالمفاتيح عند الزيارة/ أو كلّما صاح بي جرس الباب حتى بكيت عليه/ لكثرة ما دفعته الأيادي/ وهو لا يتذمّر أو يتأخّر/ يفتحه الفاتحون/ ويغلقه دون قلبي الأعادي/يا إلهي/ولا مرّةً وقفت خلفه امرأة/ أشتهيها ثلاثين عاماً/ ولا طرقته بلادي).
أحمد: سؤال الغواية
وفي قصائده المغمّسة بالفلسفة وتأمل الأحوال، استعار لؤي أحمد قصة النبي نوح مع ابنه في توظيف حملته (في قبضة الماء)، القصيدة التي قال فيها: ( لم أنتبه حين نادى الله يا قِرَبي/ عرشي على الماء وابن الماء يكفر بي/ لم أنتبه لجنون الماء مذ صعدوا/ فلكاً سترسم قوس الضوء في السحب/ تخفف البحر من حملي وحمّلني/ هواجس الريح نايٌ ناعم القصب/ هبطت وحدي وهم مثنى تقلّبهم/ دوداً على العود ذاتُ الحبل والخشب/ في قبضة الماء مرتاباً بما كتبوا/ إذا نجوت فإنّي حارقٌ كتبي/ كقشّةٍ تحت إبط الموج عالقةٍ/ تشدّني الأرض والطوفان يركض بي/ وكنت آخر من في البرّ إذ رحلوا/ فيا حمامة عندي الغصن فاقتربي/ ملقىً على جسدٍ لا شمس تلفحهُ/ والماء يرشح من رأسي ومن عقبي/ لما استويت وغيض الماء عن كتفي/مشيت نحوي إلى كهفي لأسكن بي/ آنست ناراً أنا للناس سارقها/ وفكرة النور عذر النار للحطب/ وما ادّفأت وأفعى البرد تقرصني/ ولا أمنت وذئب العمر في طلبي/ ولي سؤالي وما أخفى وخاطرتي/ وما تؤوّل خمر العقل في العنب/ جدّي غويٌّ وتفاحٌ لقاطفةٍ/ أماه قولي: أتفاحٌ وضلعُ نبي؟!/ أبي وعميَ قربانٌ وواهبهُ/ فكيف جئتِ إذا كان القتيل أبي؟!).
الخطيب: اللب والقشور
الشاعرة الخطيب ألقت قصيدتها الشهيرة (عاشق الزنبق) التي مطلعها (ماذا أتى بك؟! قال الوجدُ والولهُ/ فطرتُ شوقاً وخلتُ الكون لي ولَهُ)، في انسجام مع جمهورها، لتنوّع في مقتطفاتٍ منها: (على شفا موقدٍ/ رحتُ أنفث لفحَ اشتياقي/ كأني بروحي خبتْ في الرماد/ تناولتُ من أضلعي قبساً/ وَلَجْتُ../ وبادرتها باحتراقي/ أعوذ من اللاهبات اللواتي/ يهاجمن عصفي ووردي/ ويعصرن فيَّ/ عناقيد وجدي/ ويقتدنني../ دون أي اتفاقِ!).
كما قرأت الخطيب من (فاكهة): (قشرت الفاكهةَ/ وقدّمتُ له اللبّ/ على أطباق ذات بريق/ لم يتذوق سكّر فاكهتي/ لم ينظر حتى في وجهي/ لكنْ../ نظر إلى القشرةِ/ وابتلع الريق!). ومثل هذه المقطوعات قرأت الشاعرة شيئاً من (خوار).
النسور: انكسار الحلم
وقرأ عيد النسور من قصيدة (حلمٌ طلّق العربا) التي بكى فيها الحال حالماً بغيرها: (رأيت برحلتي العجبا/ ثعالب تسرق الشهبا/ ثلوجاً تصطلي ناراً/ وليلى تجمع الحطبا/ وأغرب ما رأت عيني/ أفاعي تلدغ السّحبا/ أفاعيَ كنت حاويها/ ويا عجبي غدت دببا/ تعاقر والثرى صقراً/ خوى للصيد فانتشبا/ غريبٌ أنت يا زمني/ نهشت خفوقي الطربا/ غرزت بمقلتي شوكاً/ أمات الدمع واغتصبا).
وكان الحفل الذي استهلّ بمعزوفات لفرقة الحسين في مسيرة نحو مبنى البلدية، كانت تخللته وصلات لفرقة تراث معان تفاعل معها الحضور.