04-10-2015 10:30 AM
سرايا - سرايا - في مبادرة على صعيد توظيف الدراما على وجه الخصوص والفنون، أعلن في عمّان صباح أمس عن إطلاق مشروع «توظيف الدراما في التغيير الاجتماعي وتعزيز حماية الشباب والأحداث من المخاطر» الذي تتبناه الهيئة الأردنية للثقافة الديموقراطية وذراعها الثقافي والفني «الشعاع العربي للفن والإعلام– مسرح دمى العربة» بالشراكة مع مؤسسة درُسوس Drosos السويسرية.
حفل الإعلان الذي حمل عنوان «أنا إنسان» وحضره حشد من أهل الثقافة والفن الإعلام، إضافة إلى شخصيات سياسية وبرلمانية ودبلوماسية، تضمن عديد الفقرات المختلفة في شكلها ومضمونها، الساعية بمجملها لإيضاح فكرة المشروع الهادف إلى توظيف الدراما في التغيير الاجتماعي وتعزيز حماية الأحداث واليافعين من المخاطر، إضافة إلى تبني قضايا الجندر (النوع الاجتماعي) وحقوق المرأة والطفل والإنسان في عين الزمان وفضاء المكان.
مدير البرامج الفنية والثقافية في الهيئة الأردنية للثقافة الديمقراطية الفنان صلاح الحوراني قال في حفل الإطلاق الذي احتضنه فندق ريجنسي: «إن الإهمال والانتهاكات الهائلة التي تحدث الآن لحقوق الفتيان والأطفال، تبرهن على ازدراءٍ بشع للحياة البشرية».
وتحت عنوان «طفلنا العربي في خطر» يدعو حوراني إلى ضرورة «تعزيز الجهود المبذولة في الدفاع عن الأطفال والفتيان وحمايتهم من المخاطر».
حوراني يذهب في كلمته التي حملت إشارات صريحة ورؤى عميقة، إلى أن الذي يطوف حاملاً شعلة الأمل ودمى العربة وكواكب الألوان على جمهورنا في المدن البعيدة والقرى والمخيمات والبادية النائية، هو الأقدر على تشخيص العلة ومكمن الخلل، وهنا يحضر، كما يرى، الفن «بهيبته وسحره وخطابه المعرفي المغاير.. كون الفن لغة شفافة للتواصل بين البشر.. وطريق آمنٍ مختصرٍ إلى مخيلة البشر التي لا تحدها حدود (الفن.. دمية تغني أو ترقص.. ريشة تزرع بهجة الحياة في فضاء ساكن.. الفن عزف على آلة موسيقية حنونة هربت من ثقافة التحريم.. الفن تعليم بواسطة اللعب)».
حوراني يختم كلمته لحفل الإطلاق قائلاً: «إن أمة لا تهتم بأطفالها فإن مستقبلها في خطر محتوم».
حفل الإطلاق الذي جرى ربطه بشكل مباشر مع مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، خصوصاً موقع تويتر، تضمن إلى ذلك فقرات فنية وأخرى متنوعة، وظلت الفنانة أريج دبابنة على مداره تقرع على طبل كبير، خالقة جواً من التفاعل بين إدارة المشروع والحضور الذين كان نقيب الفنانين من بينهم، وكذا مساعد مدير مكافحة المخدرات العقيد محمد منيزل، والنواب: عبلة أبو علبة وبسام حدادين وجميل النمري، وكثير من نجوم الدراما المحلية ممن حققوا لأنفسهم مكانة عربية مرموقة.
في الحفل إلى ذلك جرى بشكلٍ حيويٍّ ميدانيٍّ مباشرٍ وطريف، عرض حلقة من حلقات المسلسل الإذاعي «حاكم جلاد» الذي يشكل جزءاً من مفردات المشروع، وهو المسلسل المنتظر أن يصل إلى 130 حلقة إذاعية، تتناول كل واحدة منها موضوعاً من المواضيع التي يعنى فيها المشروع ويسعى إلى تسليط الأضواء عليها والإسهام في تغيير المفاهيم الاجتماعية السائدة حولها.
وفي مفاجئة شجاعة من قبل منظمي الحفل، قدمت إحدى المعنفات من خلف خيال الظل شهادة إنسانية مؤثرة حول ما تعرضت له من تعنيف وانتهاك لحقوقها واغتيال لحريتها وآمالها وتطلعاتها. ومما جاء في شهادتها وأحدث أثراً بالغاً عند الحضور قولها إن الفاصوليا البيضاء أصبحت عقدة من عقد حياتها لكثرة ما فرض عليها تناولها دون غيرها من صنوف الطعام المتاحة لدى معظم خلائق الكون.
يتكوّن المشروع الفني الذي يتواصل على مدى ثلاثة أعوام من 2015 إلى 2018، من مسلسل إذاعي توعوي كبير يبث على مدار عام كامل عبر الإذاعات المحلية، يتناول في موضوعاته قضايا وأهداف ذات حساسية عالية، وأولوية في ثقافة الحراك الاجتماعي وما يعترض المرأة والأحداث واليافعين والأطفال، جراء مخرجاته من تهميش وتسلط ومصادرة وإهمال، مثل المخدرات والتمييز الجندري والعنف بمختلف أشكاله، كما يهدف المشروع إلى إنتاج ونشر عروض دمى مسرحية، تخاطب فئة الأطفال والفتيان، تحمل في خطابها ذات المواضيع، يشارك في إعدادها وتنفيذها نخب من الاستشاريين والكتاب الفنانين من ذوي الاختصاص والحرفية العالية.
وهو يطمح، بحسب القائمين عليه، إلى تبني منهجية علمية تساعد أفراد المجتمع واليافعين على وجه الخصوص، على إحداث التغيير وإطلاق العنان لخيالهم من خلال الفن والثقافة والإبداع، وهو ما يتقاطع مع عناوين التنمية المستدامة في المجتمع، وينسجم مع أشكالها ومخرجاتها.الرأي