05-10-2015 09:22 AM
سرايا - سرايا - لوحة تجسد وحشية الحرب والجرائم البشرية..لعلها في مثل هـذه الظروف أفضل لوحة تصور ما يحدث هي لوحة «غورنيكا»
غورنيكا هي مدينة اسـبانية تعرضت لهجوم القوات الألمانية عام 1938، وأثناء هذا الهجوم أصيب العديد من البشـر وراحت كثيـر من الأرواح ضحية هذا العدوان.
كان بيكاسو أثناء ذلك يقيم في باريـس التي مارس فيها مهنة الفـن طويلا، ولدى سماعه الخبر، تأثر كثيرا وأزعجه ما حدث، فقرر رسم لوحة تحتج على ما جرى وأن يهدي هذه اللوحة لموطنه إسبانيا..
حين عُرضت اللوحة لأول مرة في أحد العروض الفنية، نالت اعتراض بعض النقاد وخاصة الألمان، بادعاء أنها لوحة «بسيطة» و»مجرد خربشات» يسـتطيع أي صبي رسمها..
ولكن بعد ذلك، بدأت اللوحة تأخذ حيزا في ساحة الفن، حتى اعتبروها من أهم واقوى اللوحات الفنية التي رسمها بيكاسو على الإطلاق.
في لوحة غورنيكا.. نرى مشهد ذعر وألم وبلبلة يحيط ببعض البشر أثناء حدوث اعتداء عليهم..
منهـم من يصرخ، منهم من يبكي، مـنهـم من يـستغيث، من يحاول الهرب ومن ألقي أرضا صـريع هذا الحدث الدموي..
في اللوحة نشاهـد ايضا امرأة تحمل طفلا، يقال إن الفنان اسـتعار فكرتها من لوحة «مذبحة الأبرياء» للفنان بول روبنز.
اسـتعمل بيكاسو بعض الأمور التي تدل على الحرب كالسكين والحصان والثـور..وربما الثور جاء هنا رمزا للهمجية والعنف الممارس في الحروب.
ما يلفت النظر في هذه اللوحة، أنها رسمت باللونين الأبيض والأسود..بقصد الاشارة الى سوداوية الحرب وبشاعتها، كما أن الرسام تخلى عـن رسم الجـنود المعتدين، وسـلّط الضوء على البشر، على الأبرياء والأطفال ضحايا أي عـدوان يمارس، مهما كانت جنسـية المعتدي ومهـما كانت دوافعه.