06-10-2015 09:04 AM
سرايا - سرايا - ضمن نشاط كتاب الاسبوع الذي تقيمه دائرة المكتبة الوطنية وقع الكاتب زاهر باكير أول من أمس مجموعته القصصية «الأصدقاء الأوفياء»، حيث أكد على ان هذه القصص التي جال بها خاطره والهامه كانت على لسان طفل صغير او حيوان اليف جاءت من اجل:» ان يتفهم الطفل ما يقلده منها بطريقة غير مباشرة وسهلة ليتفهموا القصد، وقد تضمنت هذه المجموعة بمجملها معاني جميلة تعبر عن حب الصداقة والاهل وخاصة الوالدين، واصلاح بعض سلوكيات الاطفال».
قدم قراءة نقدية للديوان الباحث مصطفى الخشمان وادار الحوار الزميل عبدالله القاق.
وقال الباحث مصطفى الخشمان في قراءته النقدية:»أن أدب الطفل هو من أهم وأصعب ألوان الكتابة الادبية لأنها تتطلب من الكاتب معرفة مراحل نمو الطفل، ودراسة معمقة في الولوج إلى نفسية الطفل للوقوف على رغباته واحساسه ونمط تفكيره، إضافة الى معرفة وسائل التشويق التي تجلب انتباه الطفل».
ورأى أن الكاتب أراد:» الغوص في حياة الانسان وعلاقات الافراد ومساعداتهم لبعضهم البعض، وقد وصل الكاتب الى الهدف الذي يرمي اليه بطريقة مشوقة ومسلية تتناسب وسن الطفل وتفكيره من خلال غرس مفاهيم الوفاء، وتقدير قيمة العمل والاخلاص في العمل من خلال حوارات بين الانسان والحيوانات».
وأشار الخشمان إلى أن القصص الموجهة للاطفال على ألسنة الحيوانات والطيور:»مملوءة بالاحاسيس الانسانية التي لا نستطيع قولها مباشرة أو أن قولها بطريقة الوعظ والارشاد والاوامر غير مجدية، لان الطفل في هذا الزمن ذكي الى ابعد حدود الذكاء بفضل البيئة العديدة التي حوله من انترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي تحيط به من كل جهة، اضافة الى المخترعات التي تظهر تباعا فاصبح الطفل يحكم على الاشياء التي تدخل الى عقله عن طريق التشويش والتجربة واللعب التعليمي».
وقال القاق:»أن ثقافة الطفل والقصص الموجهة اليهم واجهت في العقود الاخيرة من القرن العشرين وبداية القرن 21 عددا من اهم المتغيرات والتحديات ومن ابرزها سيادة سياسة ثقافة الحوار والمشاركة والابداع، بدلاً من اساليب الحفظ والتسلط والتلقين وإعادة صياغة الثقافات الموروثة بما يتماشى مع منجازات العصر ويضاف الى هذا بروز الحاجة الى التأكيد على قيم مجتمعية هامة مثل حقوق الانسان والطفل وعدم التمييز بين اهمية ادوار الفتى والفتاه وقبول الأخر والحفاظ على البيئة وتقوية الشعور بالانتماء الى الوطن وتأكيد قيمة الوقت والعمل وتنمية روح الابداع والابتكار والاعتماد على النفس في التعلم الذاتي المستمر في عصر اصبحنا نسميه عصر انفجار المعلومات، وبين ان ادب الطفل في الاردن بدأ يتبوأ مرتبة عالية مقارنة بجيراننا الاشقاء العرب».
صاحب رسومات الكتاب المهندس الفنان محمد الدغليس رأى أن استهداف الفئة العمرية التي تسبق سن المراهقة هو «هدف سامٍ ومهمٍ وخطير»، مطالباً صانع القرار إيلاء هذه المرحلة الحساسة اهتماماً حقيقياً واعياً ومستنيراً، خصوصاً في ظل الأوضاع المتقلبة والمشتعلة حولنا.
الدغليس يذهب إلى أن الكتابة للأطفال، وكذا رسم ما يناسب ذائقتهم ويحوز على إعجابهم وانتباههم، هو من أصعب ما يمكن أن يفعله كاتب أو أن ينجزه فنان. يقول الدغليس: إنني انحزتُ في رسومات الكتاب للبساطة الآسرة المفعمة بمعنى عميق شفيف. رسومات بالقلم وألوان الباستيل يمكن للطفل أن يقلدها، وأن تحرك عنده دافعية إيجابية خلاقة. الدغليس ختم بالقول: «إنني لا
أنسى (رسمة) رسمتها خالة أمية لي أمام ناظريّ، خالة لا تستطيع القراءة والكتابة ولكنها تتقن الزخرفة والتطريز، وقد انحفرت تلك اللحظات عميقاً في وجداني، كاشفة عن عشقي الأزليّ للفن والجمال والبهاء».الرأي