06-10-2015 09:06 AM
سرايا - سرايا - انطلقت قبل أيام في مقر منتدى الرواد الكبار في أم السماق، فعاليات المائدة المستديرة التي خصصت لاستذكار الأديب الراحل جمال أبو حمدان، وفيها جرى تناول تجربة (أبو حمدان)
الإبداعية. التي أقيمت صباحاً وحضرها جمهور المنتدى والمهتمين بالأديب الراحل، شارك فيها النقاد: د. إبراهيم خليل، نزيه أبو نضال ود. بلال كمال رشيد، وأدارها الناقد د. زياد أبو لبن رئيس رابطة الكتاب الأردنيين.
البشير، وبعد ترحيبها بالمشاركين في أعمال الطاولة المستديرة، قالت: إن تجربة القامة الأردنية العربية، الأديب الراحل جمال أبو حمدان، تنوعت ما بين القصة والرواية المسرح وأعمال درامية وأدب طفل، وهي أعمال تغوص في العمق والبعد الإنساني وسط لغة رشيقة وجميلة.
د. إبراهيم خليل قدم قراءة نقدية حملت عنوان «أمس الغد.. لجمال أبو حمدان»، أشار فيها إلى أن الراحل يختلف عن غيره من الكتاب بحرصه الدائم على الارتقاء بمستوى ما يكتبه من قصص باستبعاد التكرار والتخلص من مظاهر الاجترار الفني، وقد دأب منذ المجموعة الأولى «أحزان كثيرة وثلاثة غزلان»، التي تشير لظهور التيار التجريبي في القصة بصفة عامة والأردنية على وجه الخصوص. وقال: لا بد أن يلحظ الدارس لهذه القصص الثلاث «الخلخال، والدرج، والعطش»، ولغيرها في «أمس الغد»، شيئاً مشتركاً فيها على السواء، وهو وحدة الراوي «الفتى الغريب».
يقول خليل: إن (أبو حمدان) في «الدرج»، لا يستطيع صعود الدرجات الثلاث، وفي «الخلخال»، لا يستطيع أخذه، ولا حتى تحريكه، وفي «العطش»، لا يستطيع النهوض عن الأرض والوقوف على ساقيه للحاق بعيشة، فجسده المتهالك يخذله».
من جهته قدم نزيه أبو نضال دراسة حملت عنوان «جمال أبو حمدان والدراما التراثية.. كاتب التاريخ إلى المستقبل»، تناول فيها نموذجين من أعمال الراحل الدرامية، أحدهما تراثي، «شهرزاد» 2004، والثاني تاريخي «الحجاج» 2003، مشيراً إلى أن أبو حمدان في مسلسل شهرزاد يذهب إلى الماضي كي يؤشر نحو الحاضر، ويدلنا على المستقبل. وعن البعد التاريخي في مسلسل «الحجاج»، تساءل أبو نضال قائلا: ماذا أراد كاتب العمل جمال أبو حمدان أن يقول، حين غادر الراهن نحو حقبة تاريخية مغرقة بالحساسيات والالتباسات والصراعات الدموية والمرعبة بين المسلمين؟ هل كان الحجاج ظالماً ويعكس واحدة من صور القمع العربي عبر العصور، فجاء المسلسل صرخة ضد القمع والظلم؟ وأضاف: إن سيرة الحجاج كما يؤشر المسلسل تطرح القضية المركزية المتصلة بالحكم منذ كان وهي: هل العدل فوق الملك أم الملك فوق العدل؟
واختتمت المائدة بورقة الناقد د. بلال كمال رشيد، تحدث فيها عن «البناء اللغوي في رواية..الموت الجميل..لجمال أبو حمدان»، أكد فيها أن رواية أبو حمدان «الموت الجميل»، تتميز ببنائها اللغوي، إذ تبلغ معانيها ومراميها دون مبالغة في رصف أو وصف، وهي تختار مفرداتها بعناية بالغة، وتقف مع المفردة اللغوية بكل محمولاتها، فهي تؤدي معنى، وتحقق جمالا، وتتكرر حضورا وتأكيدا، وتؤتي أكلها عند كل حضور.الرأي