31-08-2008 04:00 PM
الوطنية سمو في المبادىء، ومنظومة من القيم الراقية، وغيرة على الحرث والارض والانسان، وصفاء في النفوس وتجنب للشبهات، وعفه في اليد والفرج واللسان، وهي ايضا نكران للذات وبر للوطن، وسمعة طيبة وشهادة سواد الامة بحسن السيرة وسلامة الشرف، وحصانة في الاخلاق وهي التزام بالفضائل وتجنب للرذائل وعدالة تخلق الولاء وتحيي النفوس وتصون الضمائر، وتحارب الشللية والمحسوبية، وتعظم تكافؤ الفرص والمساواة الاجتماعية، وتذكي في النفوس حبا للواجب وقداسة للوطن ورغبة في العمل وطمأنينة في الوجدان، وهي رعاية ابدية للمصالح العليا للامة، وزجر للاحباط وانحياز مطلق للقيادة والعرش وتمسك بالعروة الوثقى.
وهذا الوطن الام له ابناء يتنافسون في بناء قواعد البيت، وتجميل حدائقه واعلا شأنه، وتحصين جدرانه، وفي خضم هذا المشهد النبيل، قد يتسلل قناصو الفرص من يدعون القدرة والكفاءة والمعرفة وحسن التدبير، وربما يتميز هؤلاء بكل مظاهر النجاح والفلاح، وغالبا ما تكون افكارهم ظاهرها التطوير والابداع، يتفننون في اخراج اطروحاتهم في صورة ملائكية، تعطى بريق النجوم وسطوع الشمس وترى ان منابع سموهم من روافد النيل، اصحاب رأى وحجة، اذا تكلموا يعجبك حديثهم وقد تذرف الدمع اذا استعمت الى محراب وعظهم تراهم يتعطرون ويسبحون بآيات المصالح العليا.
التحذير من هؤلاء واجب مقدس فالتمثيل فن قائم بذاته، والسحر في الاقناع والاحتراف في التلون اسلوبهم المفضل، التزوير والتزييف خبراتهم الباهرة، يدخلون كالهواء ويخرجون كالشعرة من العجين، البريق الاعلامي لا يعني ذهبا، فربما تبتلى الامة بنفر قليل من هذه العينة يفسدون مياه المحيط، تنحني مبادئهم وتنكسر اخلاقهم امام غنائم بسيطة او خراج قليل، ذكرهم القرآن الكريم في آيات بينات قال تعالى (واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون، الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-08-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |