بقلم : رافع الطاهات
في مخيلتي الكثير من الذكريات الجميلة من حارتي التي عشت فيها ومن طفولتي المشبعة برائحة العسكرية فقد انولدت وترعرعت في مدينة الزرقاء الجميلة وبالتحديد في منطقة الغويرية والتي ما زلت اذكر جمالها الذي يفوق جمال ساحة ناڤونا في روما وكان سيل الزرقاء بمقربة منا حيث جماله يفوق جمال نهر الدانوب وكان الحاووز العنوان لكل الاتجاهات والذي يشبه برج ايڤل وكان يحرسه الحاج ابو كمال رحمه الله والذي عانى منّا الكثير فكان حلمه ان يأكل من التين والعنب المزروع بساحة الحاووز إلا أننا سلبنا امنيته . وكانت سيارة البلديه تقوم برش الأحياء بالديزل المعدوم حتى تتكون على شكل الضباب في لندن وحين تهب الرياح المشبعة بغبار خو متزامنة مع وصول القطار من سوريا نعيش لحظات استقبال العرسان في استكهولم معبرين عن فرحة لا توصف في صنعنا للمغناطيس من مسامير الطوبار التي وضعناها على السكة ومنتظرين لعبة اللرجبي الامريكيه واللتي طورناها الى لعبة السبع حجار ونتيجة اللعبة واحد مفشوخ . وعند ساعات الغروب نبحث امام المقاهي الشعبيه عن عيدان الكبريت حتى انغُزها بحبة البطاطا لنصنع شكل الشمس ونلم غطي البيبسي من شبيحة الفارت وبزر العجوه لنلعب دور المقامرين في لاس ڤيجاس ولعلبة الحليب الهولنديه والدنماركيه وعلبة السردين الڤيتنامية والمغربيه الفارغه قصة انجاز في صنع سيارات الاسلاك التي تفوق بدقتها الصناعة الامريكيه والالمانية واليابانيه ناهيك عن صناعة الطيارات والصواريخ المصنوعه من ورق التجليد والجرايد والقصيب ، والوجبه اليوميه خبزه عليها زيت ودقه او ميّة بندوره او سمنه وسكر ومن حول الى اخر طيرين جاج مع بصل والكثير الكثير ما احتاج لسرده .....
ومن كل ماسلف ماذا نتيجة ذاك الجيل مدرسة في الاخلاق والاحترام ورجال وطن في اعلى مناصب الدولة وفي السلك العسكري والامني والقضاء واصحاب قلم ومعرفة وعلى مستوى عالي من العلم والثقافة قادرين التمييز بالوان الاشارات الضوئيه ناشرين الخير والمحبة في كل مكان في هذا الوطن رافضين اكل الماكدونلدز وكنتاكي ودوناتس