12-10-2015 09:27 AM
سرايا - سرايا - تعتبر لوحة حانة في فولي بيرجر أهم أعماله الفنية، وقد رسمت قبل وفاته بعام، بحيث تعتبر آخر عمل فني قدمه الفنان.
الغموض والحياة الصاخبة واختلاط مشاعر الحزن بمشاعر الفرح هي أكثر ما يلفت الانتباه في هذه اللوحة.
في اللوحة نرى حانة الفولي بيرجير وهي صالة باريسية شهيرة توفر لروادها اللهو والتسلية والموسيقى والمشروبات المنوعة، وداخل هذا الصخب نجد شابة (نادلة) تقف في وسط الحانة وقد بدا على وجهها شرود غامض او حزن غريب.
ما من شك بأن الشخصية المركزية التي تجذب الانتباه في اللوحة هي هذه الفتاة بملامحها الغامضة، ترى ماذا دعاها الى هذا الحزن او الشرود؟
يعتبر البعض ان الفتاة حزينة وغير راضية عن عملها في الحانة الليلية، ويعتبر اخرون انها تمثيل لكثير من البشر الذين يشعرون انفسهم وحيدين وسط صخب الحياة، كما يمكننا الادعاء أن مانيه صور أحاسيسه في وجه الفتاة بطريقة غامضة في مراحل متأخرة من حياته، حتى يوصل الينا فكرة مفادها أن ما نراه في الواقع من أشياء وصور ومظاهر لا تعدو كونها أمورا تجريدية سطحية تخفي في داخلها عوالم أخرى.
تتجلى ميزة اللوحة أيضا في الخلفية المثيرة التي رسمها الفنان، بحيث من المفترض أن يكون خلف الفتاة لوح زجاجي يعكس الجالسين في الحانة، فمثلا نجد أن المرأة التي تقف وتتحدث مع احد الرجال، هي عبارة عن انعكاس صورتها في الزجاج الخلفي، لكن ما يثير الانتباه أن توزيع الضوء وتوزيع الألوان على الزجاج لم يكن متساويا، فهناك اشخاص بدت اشكالهم واضحة كالمرأة التي ترتدي اللون الأصفر وهي صديقة الرسام وتدعى ميري لورن.
أما باقي الأشكال فقد كانوا مجرد انعكاس باهت لصورتهم الحقيقية.
ظلت هذه اللوحة محط جدل كثير من نقاد الفن حول قيمتها الفنية وتفسير غموضها واحاجي الانعكاسات الضوئية الظاهرة على الزجاج.
أيا يكن التفسير الصحيح والمقصد من وراء اللوحة، تبقى ألوان ادوارد مانيه روعة حين ننظر اليها، وتظل لوحاته تتصدر قمة اللوحات العالمية والمدرسة.