13-10-2015 10:00 AM
سرايا - سرايا - ينتخب الشاعر المقدسي سعيد الغول نصوصاً لشعراء أجانب مشهورين، فيعمد إلى تعريبها ونظمها في ديوانه الجديد (نافذة على الشعر العالمي)، الصادر عن دار الآداب في القاهرة، محلّ إقامة الشاعر.
يقول الغول من ترجمته قصيدة (ميّت) شعراً لشاعر تشيلي المعروف (بابلو نيرودا):
ميّتٌ ذاك الذي يخضع للعادات دوما
ميّتٌ من لم يحد عن خطّه المرسوم يوما
ميّتٌ من نام لم يشهد غروباً قد ألمّا
لم يشيّعه بعيني شاعر يفقد حلما
ميّتٌ من يؤثر الأسوَد إذ يرسم رسما
مهملاً ألوان أخرى عظمت كيفاً وكمّا
إنّ من لا يعرف الألوان طُرّاً.. هو أعمى
والذي ينكر أنغام الهوى يغدو أصمّا
ليس تعنيه اختلاجاتٌ تهزّ القلب جمّا
تملأ العينين ومضاً وارتعاشاتٍ وضمّا
ميّتٌ من لم يثر لو مرّةً يطلب حسما
والذي لا يسقط المألوف لن يكشف غمّا
ميّتٌ من يحسب الأسفار أعباءً وهمّا
ميّتٌ من يقطف الورد ولم يوسعه شمّا
حالة من الانسجام والشعور بالمعنى تدفع الغول إلى استلطاف النصوص الأجنبيّة ومحاولة إفادة جمهوره بها، مستفيداً من مقدرته في هذا المجال وكونه يألف العبارات وجملة التشبيهات التي يُثري بها حضوره وجمهوره في المنتديات الأردنيّة كلّ عام.
الغول، الذي يتأهّب لأمسيةٍ قريبة في دائرة المكتبة الوطنية، قدّم لديوانه مدير عام مكتبة الآداب أحمد علي حسن، محترماً لغته ومواضيعه الوطنيّة والذاتية التي اشتهر بها بين جلسائه في مصر.
يقول أحمد علي حسن إنّ الغول يمثّل ظاهرةً فريدةً في حياتنا الثقافية المصرية العربية؛ ذلك الفلسطيني المقدسي السلواني الذي يمتد بجذوره إلى قصيدة العرب والإنسانيّة، فلسطين السليبة، ذلك الشاعر المصرفي خبير الكلمات، ذلك الشّاب الذي تخطّى الثمانين دون أن يفقد من طفولته وبراءته وصدقه شيئاً، ذلك المثقف المتفرّد، المتمكّن من ثقافته العربية التراثية، المتعمّق في الثقافات الأجنبية.
ويعرّف أحمد علي حسن بجزالة ألفاظ الغول العربية وأصالة شعره وحرصه في كلّ مرّة على تزويد حضوره بجرعة من الأدب العالمي، يترجمها ويصوغها في أروع قالب وأقشب ثوب، بعبقرية التزاوج بين الشرق والغرب، التي ينتهجها شاعر عبقري يترجم عن شعراء عباقرة، بلغة يمتلك أدواتها تماماً كما يمتلك أدوات اللغة المنقول عنها، فكان هذا السفر الذي أسماه الغول (نافذة على الشعر العالمي).
ترجم الغول لشاعر الرومانسية الانجليزي (برسي شيلي1792-1822)، والشاعر الانجليزي (جون كيتس 1795-1821)، والانجليزي وليم ووردزوورث 1770-1850)، والانجليزي (وليم بليك 1757-1827)، والشاعر الإيرلندي (توماس مور 1779-1852)، والشاعر الانجليزي (بابنجتون ماكولي 1800- 1859)، والشاعر التشيلي (بابلو نيرودا 1904-1973)، كما ترجم رباعياتٍ قال بشأنها إن له رأي في أنها يستحيل أن تكون من نظم عمر الخيام، مستأنساً بكتاب الباحث أبي النصر مبشر الطرزي في كتابه (كشف اللثام عن رباعيات الخيام)، مرجحاً أن تكون ترجمةً للشاعر فيتز جيرالد الإنجليزي التي وضعها عام 1856 ونقلت إلى عدة لغات بما فيها الفارسية.
كما استوحى الغول قصائد من ديوان(أزهار من بستان الشعر الغربي قديماً وحديثاً) الذي ألفه صديقه الدكتور عبدالغفار مكاوي، وتضمن ترجمةً لأشعار مختارة لعدد من شعراء الغرب الذين عاشوا خلال الفترة من القرن السادس قبل الميلاد وحتى العصر الحاضر.
ومما استوحى الغول: اللاجئون لأناليزة بونجورت، وأمهات جائعات لإليزابيث أمونتس دراجور، وحواء والتفاحة لفالتر فريتس، وشذرات من أشعار سافو، وتمثال فينوس أفاناسي سييفتش فيت، ومن قصائد الخمر والحرب لألكايوس ولورا لاي لكليمنتس برنتانو.