13-10-2015 12:21 PM
بقلم : عيسى الخزاعلة
هذه ليست المرة الاولى التي تصرح بها هيلاري كلينتون تصريحات تثير الشكوك حول مستقبل الاردن الغامض حسب تعبيرها. فقد صرحت قبل ذلك حول هذا الموضوع من قبل وتناقل الشعب الاردني تصريحاتها على صفحات الصحف ومواقع التواصل الأجتماعي. وهذه نغمة يكررها بعض السياسيين الامريكيين والأسرائيليين بين الفينة والاخرى حول مصير المنطقة بشكل عام ولكن حسب معرفتي انها هي المرة الاولى التي يصرح فيها سياسي امريكي عن مصير الاردن المجهول حسب راي كلنتون. سمعنا تصريحات سابقة بعد حرب الخلج الثانية من بعض السياسيين الامريكيين بعد الخطاب التاريخي لجلالة الملك الراحل الحسين بن طلال قبل بدء الحرب في بداية التسعينات من القرن الماضي ولكنها كانت تصب حول عدم اشراك الاردن في اية تسوية تخص المنطقة لمواقفه من حرب الخليج والتي قال عنها المرحوم الملك حسين انها لو حدثت ستعيدنا خمسون عاما الى الوراء..وهذا ما حصل فعلا.
اذا ما نظرنا الى هذه التصريحات واهدافها نجد انها تندرج تحت اسباب واهداف منها ماهو مكشوف ومنها ما هو غير مكشوف ويقبع في ملفات السياسة الامريكية. اهم هذه الاهداف هو محاولة من كلينتون في استعطاف اللوبي الصهيوني من اجل دعمها في الانتخابات القادمة التي تنوي خوضها عن الحزب الديمقراطي. وما قامت به كلينتون من تصريحات قبل موعد الانتخابات الرئيسية الامريكية هو سلوك متبع في الصراع بين مرشحي الحزبين الرئيسين في امريكا وهما الجمهوري والدميقراطي. ولكن يبدو ان كلنتون ركزت هذه المرة على منطقة الصراع في الشرق الاوسط وما يحدث في سوريا والتطورات الاخيرة في المنطقة بعد دخول القوات الروسية الى سوريا وبعض ما يحدث من تحول ولو جزئي في الموقف الاردن حيال ما يحدث في الجارة سوريا. والقضية الاهم والتي حسب اعتقادي تهم الكيان الصهيوني هي قضية الوطن البديل التي كانت وما زالت مدار الحديث في المنطقة وفي الاردن بالذات. ومع ايماننا بكلام جلالة الملك عبدالله الذي اكد انه لن يكون هناك ما يسمى بالوطن البديل الا ان كلينتون تغازل الكيان الصهيوني من خلال تصريحها الاخير.
يبدوان هناك سبب اخر ,حسب اعتقادي, وهو محاولة التاثير على الاردن سياسيا وخاصة في ظل التحول الجزئي للموقف الاردني(حسب ما برز من اخبار) حيال ما يحدث في سوريا وما قامت به الاردن من التوقف عن تدريب المعارضة السورية (المعتدلة). ومع ايماننا ان السياسة الاردنية سياسة واعية لما يدور وكيف انها قاومت الرياح العاتية التي رافقت ما يسمى بالربيع العربي نجد ان هناك من يحاول استخدام الاردن في تصرياحته من اجل اجندات خاصة به.
وردا على هذه التصريحات نقول ان الاردن بعون الله عصي على اية محاولات للنيل منه سواءا سياسيا او عسكريا او حتى التاثير على الوحدة الشعبية. فقد اثبت الاردنيون من جميع المنابت والاصول (كما اطلق علية المرحوم الملك حسين) انهم عصيون على جميع محاولات شق صفهم رغم علمنا ان هناك من يصطاد في الماء العكر من اجل التأثير على وحدتنا كشعب اردني. فالمظاهرات في بداية ما يسمى الربيع العربي كانت سلمية وبينت مدى تحضر شعبنا ومدى خوفه على هذا الوطن. فالاردن بعون الله صخرة قوية لا ولن تتأثر بسيل المؤامرت الجارف. ولا ننسى ان القيادة الاردنية تعاملت مع احداث ما يسمى بالربيع العربي بكل حكمة وفطنة. حمى الله وطننا وشعبنا من كل سوء.