13-10-2015 01:44 PM
بقلم : سامي شريم
في مفاجأة من العيار الثقيل وفي زمن قياسي في عالم الحشد العسكري ( ولستُ خبيراً عسكرياً )، باشر الطيران الروسي مهامه في قصف المعارضة السورية داعش واخواتها دون تميز في خطوة لدعم الدولة السورية ومنع تفتتها بعد أن استُهدفت مع مجموعة دول أخرى ضمن مشروع الفوضى الخلاقة التي بشر به الأمريكان بعد سلسلة مشاريع أفشلتها المقاومة العراقية والمقاومة اللبنانية ووقف مشروع الفوضى الخلاقة أمام الصمود السوري ، علماً بأن هذه المشاريع كلها جاءت لخدمة مشروع اسرائيل الكبرى بعد أن سقط شعار من البحر إلى النهر ( أرض اسرائيل) بإنتهاء استراتيجية الاحتلال فتولى برنارد لويس طرح المشروع البديل وهو تفتيت دول المنطقة وإضعاف جيوشها لتكون اسرائيل الدولة الأكبر وبذلك يتحقق المشروع ، كل هذا أتى بتخطيط صهيوني وحرب بالوكالة عن الصهاينة كان نتاجها سقوط ليبيا وتونس واليمن ونجت مصر بأعجوبة وظل الصمود السوري حائلاً دون تحقيق المشروع.
وبعد أن تعاظم شأن الإرهاب في إطار هذا المشروع وارتكب من الفظائع ما لم يخطر ببال فمسلسل الأشلاء المقطعة والمحروقة وشلالات الدماء أصبحت المادة الإعلامية الطاغية على شاشات التلفاز ، لقد حصد هذا المشروع ملايين البشر بين موتى و جرحى ومشوهين ومُهجرين عدا من فقدوا مصادر رزقهم وألقوا بأنفسهم في قوارب الموت.
بلا هوادة ولا رحمة مزقت جثث الأطفال والنساء والشيوخ ودفعت شعوب المنطقة خصوصاً في سوريا والعراق وليبيا خيرة أبناء الأمة قرابين على مذبح الصهاينة كانت حرباً بالوكالة كانت اسرائيل هي المستفيد الوحيد ، ولم تكن هناك قوة قادرة على إيقاف شلال الدم إلى أن وجدنا القوات الروسية تهبط في المنطقة لتفرض واقعاً جديداً أهم معالمه وقف المشروع الصهيوني الأمريكي لتدمير الأمة بأيدي ابنائها جهلاً وعماله.
دخول بوتين بهذه القوة فضح الزعم الأمريكي الذي تحدث عن إرهاب السنوات والقرون جاء وزير الدفاع الروسي ليعلن أن القضية قضية أشهر وأسابيع لقد بدأت مجاميع الإرهاب تنهار أمام دقة الضربات وقوتها ولم يبقى أمام قوى الظلام إلا الرحيل أو لقاء الحوريات التي باتت حلمهم الأوحد .
الرئيس الروسي جاء ليقول أن هناك قرار بإعادة سيطرة الدولة السورية على كامل ترابها ولن يستطيع أحد إيقافه إلا بمغامرة المواجهة التي ستفضي إلى حرب عالمية ثالثة ( امريكا ليست مستعدة لدفع كلفها) ، بعد أن اصطفت الصين وكوريا وستنضم الدول في منظمتي بريكس وشنغهاي بما يُشكل ثلثي سكان العالم.
وبالنسبة لنا نحن المُستضعفين يجب أن نفرح بظهور هذا القطب فقد عايشنا السيطرة الأمريكية على العالم وعالم القطب الواحد الذي بدأ بتدمير العراق في مسلسل كان سيودي بأمة العرب لن يردع هذا المشروع سوى قوة عُظمى مهما كانت أطماعها في المنطقة ستكون آثارها أخف وطأة من هذا المشروع الإجرامي الذي أرادوا به فناء الأمة بأيدي أبناءها .
أما إدّعاء حقوق الانسان وتجذير الديمقراطية فقد رأينا نتائجها وزيف هذا الإدّعاء ولماذا لا تجرب امريكا ديمقراطيتها مع الدول التي تشاركها الحدود بدل أن تقطع آلاف الأميال لترويج هذه الديمقراطية .