18-10-2015 10:34 AM
سرايا - سرايا - سيف عبيدات - بدأت خفايا وأسرار الزيارات التي تقوم بها الوفود العالمية وخصوصاً الغربية "الأوروبية" تتكشف ،حيث من الواضح انها ليست لمجرد الإطمئنان على صحة اللاجئين السوريين ومعرفة ظروفهم في المخيمات المقامة على الاراضي الأردنية ، وانما هي لأهداف محددة وشبه مفهومة على المدى البعيد.
هذه الوفود كثفت زياراتها بشكلٍ هائلٍ خلال الفترة الأخيرة الى الاردن ، و كان فضولها "واضحاً " بالتسابق لزيارة اللاجئين بأماكن مأواهم في المخيمات التي يوفرها الأردن لهم كملاذٍ بعيدٍ عن ويلات الحروب الواقعة في سوريا.
التحليلات تشير الى ان دول اوروبا بدأت بالتفكير بإزحة نفهسا بعيداً عن سيناريو الهجرة اليها والتملص من هذا الخيار بدعم الأردن مادياً بكافة السبل لجعلها وطناً بديلاً وابعاد اوروبا العجوز عن خارطة الطريق التي رسمها اللاجئون لأنفُسهم ، او تحقيق حلمهم في الذهاب اليها والعمل هناك او الحصول على حق اللجوء السياسي او الانساني المتعارف عليه دولياً بأن من يحصل عليه هو من يتعرّض للاضطهاد بسبب آرائه السياسية أو المعتقدات الدينية في بلده.
التجهيزات والإغراءات التي تقدمها الدول الغربية لن تنطلي حيلتها على الملك عبدالله الذي يحمل بداخله دهاءاً سياسياً عميقاً ، فهو يعرف كيف يخرج من الأزمات ويحولها الى طرق بديلة ، فسبل الضغط الممارسة عليه من قبل الدول العظمى لن تجعله يقحم نفسه فيها ، لأن الخيارات المطروحة لديه يعلم بأنها لن تكون لمصلحة الأردن وان الهدف الأسمى والمرجو بالنسبة لهُ هو إبعاد الأردنيين عن أي ازمة تعرقل مصالحهم او تجعلهم لقمة مستساغة لغيرهم.
"رسائل مبطنة" يبدو ان اوراقها مكشوفة للعب على وتر الوطن البديل و إقحام الأردن بدوامة هو بغنى عنها ، ووضع الأردن تحت الأمر الواقع بضخ الملايين لدعم وترسيخ اللجوء السوري على اراضيه ، على الرغم من ان هذه الملايين لم تصل الى الأن ،وان موضوع اللجوء السوري بدا واضحاً بأنه حِملاً ثقيلاً على الاردن من جميع النواحي ولا يوجد له نهاية محددة او مرسومة كون الأمور تتجه الى التعقيد أكثر فأكثر، وخصوصاً مع دخول القوات الروسية على خط النار وتدخلها العسكري البرمائي الجوي بأساطيل الطائرات والبوارج البحرية والدبابات، وسيطرة المسلحين من داعش الارهابي وجبهة النصرة وغيرها من العصابات الاجرامية المسلحة التي بسطت نفوذها بالقوة على اجزاء كبيرة من اراضي سوريا.
على الأردن ايجاد حلول متقدمة لها أبعاد سياسية جغرافية مدروسة بشكلٍ دقيق ،والمعرفة بأن قضية اللجوء هو أمر في غاية الأهمية وان لا يكون الأردن دائماً على "الرف" في حال حصول اي أزمة في أي دولة عربية لا قدر الله بأن نصبح نحن من يستقبل وفود الهاربين من الحروب و مشاكلهم في بلدانهم ، الاردن بلدٌ مضياف لكن من حقه البحث عن مصلحته أولاً و أخيراً فوق مصلحة الجميع.