17-10-2015 09:25 AM
سرايا - سرايا- نظم مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء مساء أمس أمسية للحديث عن ثقافة التسامح في التراث الشعبي الأردني .
وقال الكاتب محمود الزيودي ، ان المجتمع الأردني لا يزال يعاني من تبعات عادة الجلوة ( رحيل أقارب القاتل )وما تخلفه من آثار اجتماعية سيئة على أقارب القاتل الذين لا ذنب لهم ، لافتا الى خطورة رحيل نحو مئة من المواطنين المرتبطين بالمدارس والجامعات وأماكن عمل محددة ، اذ تعتبر آفة اجتماعية بحاجة الى حل سريع .
وأوضح ان المشرع العشائري شرع الجلوة في زمن كان يعتبر فيه رحيل عشرة بيوت ( خيم من الشعر ) لا يستغرق زمنا طويلا ولا يخلف تبعات اجتماعية أو اقتصادية على الأقارب ،مبينا ان الجلوة العشائرية في الوقت الحالي تشكل عبئا كبيرا على العائلات الأردنية ، الأمر الذي يستدعي التعاقد على ميثاق شرف عشائري للحد من الجلوة أو اقتصارها على الأقارب الرئيسيين للقاتل.
وتطرق الى عزوف عديد من الشباب حاليا عن الانصياع لتوجيهات شيخ العشيرة أو المختار أو كبير العائلة ،على عكس ما كان معمولا به في الزمن الماضي ،اضافة الى وجود بعض الشيوخ المفروضين على العشيرة بحكم ثرواتهم وليس حكمتهم أو مخزونهم الفكري والعشائري اللازم لحل القضايا والمشاكل .
وأشار الى أهمية وثيقة الصوت الشعبي المندثرة ، والتي ركزت على أهمية عدم الاسراف في الأعراس وفي المناسابات الأخرى ، متحدثا عن أبرز قضايا التسامح في التراث الشعبي الأردني ، اذ ان التسامح كانت تحكمه العلاقات الشعبية داخل القبيلة وتقاليد البادية .
وبين ان أغلب قضايا المشاجرات والخلافات داخل العشيرة أو مع العشائر الأخرى كانت تنتهي بالصلح من خلال وجهاء العشائر وحسب الأعراف والتقاليد المتبعة القائمة على الاحترام المتبادل، والحرص على اعطاء كل ذي حق حقه . وجرى في ختام الأمسية التي حضرها مدير ثقافة الزرقاء رياض الخطيب وجمع من الكتاب والمهتمين ، نقاش وحوار تركز على أهمية التداعي للتوقيع على وثيقة شعبية للحد من الجلوة العشائرية والتنبيه الى أخطارها الاجتماعية والاقتصادية .
(بترا)