17-10-2015 09:48 AM
بقلم : المهندس علي شويطر
إن أخطر ما يواجه المجتمعات العربية في هذا العصر هو المنافسة بين المواطنين على المناصب من أجل الجلوس على كرسي المسؤولية ، لذا تجد إن هذه المنافسة دائما تكون غير شريفة وغير عادلة لأنه يتخللها حرب شرسة بين المتنافسين تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة من الذم والتشهير والإساءة ونصب الفخاخ والتصدي بالماء العكر لبعض ، وعادة ما تنتهي هذه الحرب بفوز المنافس الأكثر واسطة ومحسوبية والذي لديه غطاء جوي يدافع عنه ويزكية بعيدا عن الكفاءة والجدارة والتميز والتي يجب أن تكون بالأصل هي المعيار الرئيسي بالمنافسة .
وبعد إنتهاء المنافسة بينهم يكونوا قد انهكوا اجتماعياََ نتيجة الصواريخ التي تعرضوا لها الجهتين بعد أن شهروا ببعض وقد لصقت بهم هذه التهم سواء كانت حقيقة او غير حقيقية وأصبحت مصدر أزعاج كبير لهم لأنها أصبحت وصمت عار عليهم بالمجمتع تطاردهم في كل مكان هذا المجتمع الذي لا يرحم ابدا والذي يعتمد على نظرية (سمعنا ،قالوا، ويقولون ) وبالتالي يكونوا الطرفين قد خسروا ثقة الناس نهائيا والذي ينعكس على اداء هذا المسؤول ويصبح مهزوزاََ نتيجة ما لصق فيه من تهم وتكون القرارات اكثرها خاطئة مما يتسبب بالفساد والترهل الإدراي وانعدام العدالة الأجتماعية بين الناس والتي عادة ما تثير غضب المجتمع ويصبح حديث الناس في كل مكان . حتى في الإنتخابات سواء كانت نيابية أو نقابية أو بلدية تجد الحملات الإنتخابية تعتمد اعتماد كلي على مهاجمة الخصم قبل إبراز كفاءته وبرنامجه الإنتخابي والذي من المفروض أن ينافس على اساسه . وكذلك في الادارة الحكومية البسيطة تجد بعض الموظفين يهاجمون المدير الناجح من أجل ابعاده واستبدالة بمدير ضعيف مطيع لهم يلعبون فيه الكرة ويحققون مصالحهم والتي غالبة ما تكون غير قانونية . نتيجة ضعف المسؤول الأول والذي استبدل المدير الناجح بالمدير الضعيف بعد ان اعتمد على معلومات مضلله .
ولهذا السبب دائما في العالم العربي يحترم كرسي المسؤول أكثر من المسؤول نفسه والدليل على ذلك عندما يكون المسؤول جالس على كرسي المسؤوليه ويمارس صلاحياته بالمنصب تجد الأحترام والأهتمام والدلال الزائد له من قبل الموظفين والمواطنيين والكل يشاركه في افراحه واحزانه والموبايل لا يتوقف عن الرنين من كثرة تلقي الاتصال للنفاق من أجل تحقيق مصالحهم فقط علما بأنهم داخلياََ لا يحترمونه نتيجة ما قيل عنه سابقا ,, لذلك عندما يغادر المنصب تجده أصبح وحيداََّ ولم يبقى بالقرب منه إلا عدد قليل جدا من اصدقائه المقربين جداََ جداََ والتي كانت تربطه فيهم علاقة صداقة قوية لا علاقة مصلحة ,, وهذا ما يعتبر نفاق للكرسي والذي أصبح في نظر الكثير اقوى من المسؤول نفسه ، ومن هنا نجد بعض المسؤولين يقاتلون حتى يحافظون على الكرسي والذي يعتبر المصدر الوحيد لكسب احترام الناس له ، بعد أن شهر فيه ولديه قناعة مطلقة بأن خروجه من المنصب يعني فقدان احترام ومحبة الناس له ..عاشت الكراسي لتحافظ على كيان بعض الشخصيات مؤقتاً .