17-10-2015 10:16 AM
بقلم : ابراهيم توفيق الضمور
ما الفرق بين الديمقراطيين والجمهوريون في طريقة تعاملهم مع العالم العربي ،وخصوصا نرى الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية تتسابق للوقوف مع احد الفريقين ،والذي يفوز من كلا الحزبين ينتظر العالم العربي والإسلامي تقديم شي لخدمة قضايانا
انه لا فارق بين الجمهوريون والديمقراطيين فهم لا ينظرون فقط إلا لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية السياسية والاقتصادية،فالجمهوريون والديمقراطيون متفقون على سياسة خارجية موحدة للتعامل فقط بلغة المصالح،وعدو الأمس صديق اليوم وصديق اليوم عدو الغد،ودولة إسرائيل هي الطفل المدلل ،إن سياسة أمريكا تتطلب منا إن نفهمها ونتعامل معها بلغة المصالح ولا نطبل ولا نزمر لأي رئيس يأتي إن كان جمهوريا أو ديمقراطيا.
لقد ضحت الولايات المتحدة الأمريكية بحلفائها في الوطن العربي والإسلامي من اجل مصالحها،فعندما أطاحت المعارضة الباكستانية بالرئيس براويز مشرف وهو الذي قدم خدمات جليلة للأمريكان فقد سهل عبور قواتهم إلى أفغانستان ،وما قامت به الإدارة الأمريكية فقط بشكره على مواقفه ما يسمى الحرب على الإرهاب،وعندما قامت الثورة التونسية والمصرية ضد بن علي ومبارك دعم الرئيس الأميركي اوباما ثورة الشعبين لان أمريكا عندما أحست بتهديد مصالحها ضحت بالزعيمين المصري والتونسي،مع إن حسني مبارك خدم الولايات المتحدة الأمريكية وخدم المشروع الصهيوني ،فقد أعلنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية سابقا تسيبي ليفني الحرب على غزة من مصر،وأغلق مبارك المعابر وضيق الخناق على غزة ،وعندما ثار الشعب المصري على مبارك وحاشيته ،قامت الإدارة الأميركية بالضغط على مبارك من اجل التنحي وحفاظا على مصالحها.
إن كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي يقدمون السمع والطاعة لجماعات الضغط الصهيوني (الايباك)وان مرشحين سباق الرئاسة يتسابقون لإطلاق الوعود والدعم منظمة اللوبي الصهيوني لكسب أصوات تلك المنظمة،إن ذلك اللوبي الصهيوني يسيطر على المؤسسة الحاكمة في أمريكا،ونتألم عندما لا نرى للجاليات العربية والإسلامية أي دور في خدمة قضايانا ومنها القضية الفلسطينية وليس لها أي استراتيجيه موحدة لخدمة قضايا الوطن العربي،ونراهم في الانتخابات الأمريكية يختارون إما المرشح الديمقراطي والجمهوري،وعندما يختارون أي واحد من كلا الحزبين ربما في ظنهم يختارون الأفضل ،ولكنهم لا يختارون الأفضل بل الأقل سواء ،قد يكون ذلك في الأمد القريب جيد ولكن في الأمد البعيد إذا استمروا وهم مستمرين في تلك الطريقة التقليدية فلن يكون لهم أي تأثير ،وأفضل مثال على ذلك اختيارهم للرئيس باراك اوباما وانتخابهم لشخصه،صحيح انه كان اقل تشددا من سلفه بوش،ولكن اوباما لم يخدم القضية الفلسطينية بل ظل مستمر في دعمه لإسرائيل بالسلاح المتطور وان كان الإعلام العربي والأجنبي يصور أن هناك فتور بين الولايات المتحدة وإسرائيل فهذه مسرحية كاذبة.
إن تأثير الجاليات الإسلامية والعربية ليس بالاختيار بين السيئ والأقل سوءً من كلا الحزبين،بل وضع أهداف معينة تخدم القضايا العربية وخصوصا القضية الفلسطينية،وان تضع الجاليات العربية شروط لمن يرشح نفسه للانتخابات،أو مقاطعة انتخابات سباق الرئاسة وربما هو الخيار الأفضل من وجهة نظري.
لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين فكلاهما يخدم مصلحة أمريكا وإسرائيل،وعلى من يفهم هذه اللغة أن يتعامل بالمثل أي بلغة المصالح .