21-10-2015 11:20 AM
سرايا - سرايا - تتواصل عروض ايام قرطاج المسرحية 17 على مسارح العاصمة تونس والمحافظات، وتشهد الحركة المسرحية في تونس كرنفالا مسرحيا عالميا من خلال المشاركة الواسعة وانواع المسرح التي تتنوع بين مسرح الطفل ومسرح الكبار، والندوات الفكرية، والبرامج المرافقة لورش العمل والتدريب المسرحي وغيرها من اشتغالات المسرح الحديث.
المسرحية الأردنية «حرير أدم» التي عرضت بحضور القنصل الاردني بتونس معين خريسات، يقول مخرجها اياد شطناوي ان للمسرح التونسي والحضور الواعي رهبة يشعر بها اي مخرج يقدم عملا مسرحيا الا ان فريقه الذي قدم عرضا صفق له الحضور كثيرا وقدم تساؤلات واعية حول حقوق المرأة العربية اعادة الى اهمية الحالة المسرحية الاردنية وقدرتها على تقديم ما هو جاذب ومهم وقادر على مواكبة الوعي بالحالة المسرحية العالمية.
لا، هذا ما قالته «حرير ادم» على مسرح المونديال بتونس العاصمة بحضور فاق التوقع، ولترسم بذلك حالة من الوعي بما تمارسه السلطة الذكورية من حرمان المراة لحقوقها واستلاب ارادتها، مقدما باسلوب فني اشبه بالحرير قصصا تنوعت بحواراتها ووعيها لكنها اتسقت واتحدت في رفض العنف الذي يمارس على الانثى في المجتمعات العربية وغيرها، ويظهر شطناوي من خلال النص الذي كتبته اروى ابو طير النفس البشرية بكل تناقضاتها ويمرر رسائله بوضوح في سياقات المجابهة والمقاومة التي يقودها المسرح للخلاص من هذه الحالة.
وتكمن اهمية العرض الذي جسد واقعا مأسويا ومؤلما لحال المرأة العربية في الوقت الراهن ان المخرج اعتمد التكنيك والاداء وكان ناجحا، تاركا خلفه على خشبة الحياة العديد من الاسئلة الحائرة التي تبحث عن اجابات وتتناول المسكوت عنه في فضاءات الحياة ومن خلال عرض قوي قدمته بنات حرير ادم التي قطعت اداءها مرات عديدة وسط تصفيق حار للاداء الفني الذي قدمته بنات حرير ادم بلياقة بدنية عالية وحضور طاغ على خشبة المسرح.
«حرير آدم» من إنتاج المركز الثقافي الملكي ووزارة الثقافة الأردنية بالتعاون مع المسرح الحر، أكد نقاد أن «العمل جريء ومباشر وبسيط، لكنه عميق في رسالته المتعلقة بلفت أنظار المجتمع بمؤسساته وهيئاته وقوانينه وأنظمته وتعليماته للحد من الممارسات القاتلة ضد المرأة»
أما «خيل تايهة» للمخرج إيهاب زاهدة، جاء العرض بصوت ريم تلحمي ليشدو: «خيل سموني وسابوني ويا الخيل ما نشفن عيوني من سافر بها لليل خيل أنا إسمي واسمي بلا خيال» مقدمة غنائية تضع الجمهور المسرحي في قلب قصة المسرحية التي يتحايل فيها المخرج في اختيار عنوان يحملك إلى عالم الخيول التائهة، مزيج من القراءات الشعرية والمداخلات الغنائية، واللعبة السردية لتؤلف قصة مسرحية تحمل عمقا إنسانيا وحضاريا، لتشخيص حالة التشظي الفكري، وتصوير رحلة التيه التي تعيشها الأوطان في محاولة خلاصها.
وجاءت مسرحية راس فاضي لـلمخرج «يزن عويدات» وفق عرض كوريغرافي بسيط، بهواجس تطارد الإنسان منذ ولادته، وتحكم قبضتها عليه كلما اشتد عوده، فكيف سيكون حجم ثقل هذه الأفكار إذا ما تعلق الأمر بإنسان ولد في قلب قضية وطن، ووسط معارك طاحنة؟ ولأنه من فلسطين، ولأن قدر الفنان الفلسطيني أن يكون مناضلا وفنانا، استطاع عويدات» أن يجعل من قضية الوطن فكرة تخرج في شكل لوحات تعبيرية جديرة بالعرض في الدورة السابعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية وبتصفيق الحاضرين في قاعة «مربع الفن» بفضاء «التياترو».
وحملت «سوس» للمخرج نزار السعيدي»جمهور المسرح في قاعة الفن الرابع في رحلة مضنية وجريئة على مدى ساعة ونصف الساعة في محاولة لفهم ما يجري خلف الستار السياسي والاجتماعي والثقافي في تونس اليوم، بينما ضج الجمهور تصفيقاً لـ»خطيئة النجاح» للمخرجة مريم بوسالمي بعد ان قدم اربع ممثلات من تونس ومصر وسوريا والمغرب اربع تجارب نسائية في عمل مسرحي من إنتاج مشترك جزائري ألماني انتقدت فيه وبشدة التشبث بالأفكار البالية.
إلى ذلك عقدت مجموعة من الندوات بعنوان: «المسرح وحقوق الانسان» بدعم من الهيئة العربية للمسرح وبحضور مدير الهيئة الفنان اسماعيل عبدالله والتي تستمر على مدار يومين يناقش خلالها المشاركون دور المسرح في الوعي بالحقوق والحريات، الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعاملين في القطاع المسرحي، اشكاليات حقوق التأليف. اضافة الى عدد من القضايا التي لها علاقة وثيقة بمضامين «اعلان قرطاج لحماية المبدعين المعرضين للمخاطر».
كما تحدث في افتتاح الندوة مدير المهرجان الأسعد الجموسي مؤكدا على اهمية المسرح في تحريك الوعي بالذات. وكانت الجلسة الأولى التي تحدثت حول دور المسرح في الوعي بحقوق الإنسان إدارها المسرحي كمال الزغباني، وأكد فيها على انه لابد من الانتباه في ظل مسرحة الموت على خشبة الحياة الى ان نمضي بالحرية الى الاقصى لنخرج بالانسان من شرنقة القتل الى حالة المقاومة شارك فيها: البشير مرزوق قطر، لينا أبيض من لبنان، و غنام غنام من الهيئة العربيّة للمسرح وتحدث حول مشروع الشبكة العربية لحماية المسرحيين، وعرض فيلما قصيرا عن الهيئة ودورها في تطوير منظومة العمل المسرحي العربي.
وناقشت الجلسة الثانية «الأوضاع المقارنة في باب الحقوق الإقتصادية والإجتماعيّة» فيما ناقشت الجلسة الثالثة « حقوق المؤلف» لتنتهي بالجلسة الرابعة التي ناقشت «الوضع التونسي في باب الحقوق الإقتصادية والأجتماعية والقانون الأساسي للفنان»الراي