بقلم :

  دخلنا في حمى الدعاية الإعلانية والشعارات الرنانة التي تعج بها شوارع عمان ، لكن اللافت هذه الدورة أن عددا من المرشحين قد خرجوا علينا في بوسترات فنية تظنها للوهلة الأولى دعاية لمغني في فيديو كليب لا مرشح انتخابي .

 فحلت الابتسامة محل البرنامج الإنتخابي ، وحلت النظرة الجاذبة مكان الشعار الإنتخابي ، وحلت اللمسات التجميلية باستخدام الفوتوشوب محل اللمسات الإبداعية في صياغة الشعارات ، فغدا الشكل أولا والمضمون آخرا ، وغدت الدعاية ترويج لوجه المرشح وجمال خلقته لا ترويج لحملته ودعوته .

لكن كذلك من الجميل أن ترى وجوها أردنية تبتسم لك أينما أدرت وجهك في شوراع عمان وخصوصا في أزمات دوار الداخلية وشارع الجامعة ، فقد استطاع المرشحون إقناعنا بأن شعب يمكنه التخلي عن أهم مبادئه العريقة ( الكشرة ) والبدء في مرحلة تغيير كبيرة تبدأ من الطلعة البهية ، وعمليات التجميل حتى ولو كانت باستخدام الفوتوشوب .

 أظن أن عددا من المرشحين قد جهزوا أقلامهم مسبقا للتوقيع على دفاتر المعجبات التي ستخص بها مقراتهم الإنتخابية ، ويمكنه في حال فشله بالوصول لمجلس النيابة أن يصل لمجلس النقابة ( نقابة الفنانين الأردنين ) وفي هذا الوقت لم يعد صعبا أن يصبح من ملك النقود أن يختار الفن الذي يريد أن يبدع فيه .

كنت أتمنى أن على في الأسوأ كلاما مفعما بالأمل ، برنامجا للعمل ، وعودا ولو كانت شعارات على الأقل ، في هذه الدورة لم نعد نتقن حتى فن الضحك على الذقون ، لأننا انشغلنا بفن الضحك على العيون ، وأتمنى أن نقوم بعمل تصويت لاختيار ملكة أو ملك جمال المرشحين.