22-10-2015 10:50 AM
سرايا - سرايا- على المسرح البلدي في العاصمة تونس وبحضور القنصل الاردني معين خريسات، ونقيب الفنانيين الاردنيين ساري الاسعد ووسط اقبال جماهيري منقطع النظير، وتصفيق لم يتوقف عرضت مسرحية « بوابة 5» للمخرجة د.مجد القصص، كتابة الروائية ليلى الاطرش، معلنة فتح بوابة جديدة للمسرح الذي يهتم بفيزيائية الجسد والروح والعقل والوجدان، لتتواصل بذلك عروض قرطاج المسرحية في جهات تونس المختلفة.
الناقد المسرحي المغربي عبدالكريم برشيد أكد على أهمية العمل الأردني الذي فتح من خلال بوابته أفقاً اوسع للوعي بحالة التشرد العربية وقال لـ»الرأي»: «امسية جميلة وممتعة مع العرض الاردني بوابة 5 للفنانة المقتدرة مجد القصص، تابعت الكثير من اعمالها المسرحية كما قرأت كتاباتها النظرية بخصوص ما تسميه فيزيائية الجسد، وبالأمس كنا امام عرض مسرحي ينطق لغة الجسد ويعبر بكل مفردات الجسد، وكان الجسد في خدمة خطاب مسرحي من وحي الهجرة العربية ومن وحي الهروب الجماعي باتجاه الغرب الاوروبي.
تناغمت عناصر المسرحية لتصنع (مأدبة) مشهدية جميلة ومفيدة ، ملء الممثلون الفضاء المسرحي بالكلمة وبالحركة الجماعية المتفوقة، والعمل يمثل نقلة نوعية في مسارها الفني، وإذا كانت من قبل تؤكد على فيزياء الجسد فأنها في هذه المسرحية قد اشتغلت على فيزيائية الجسد والعقل والوجدان والروح.
العمل الذي قام بادواره: مرام أبو الهيجاء، زيد احمد، موسى السطري، نهى صالح، محمد الولي، أريج دبابنة، رناد ثلجي، المنذر احمد، طارق أبو صبح، هو عمل مسرحي موسيقي من نوع الكوميديا السوداء، يسخر من الواقع الأليم للمنطقة في ظل الأزمات الناشئة عن فقدان الحوار الملائم وتغذية التطرف والتعصب بكل أطيافهما، الاجتماعي، الديني، ليولد الخوف، وعدم الأمان، الرغبة بالهروب إلى مستقبل يبدو واعدا، والبحث عن الأمان في مناطق وبلدان أخرى، وهو ما يجمع النفوس الحائرة وهي تترك أوطانها تحلم بالخلاص من ضيق الراهن إلى رحابة المجهول وفرصه، امام سطوة شركة سياحة وسفر متخصصة ببيع أحلام الهجرة الوردية وفرصها الوهمية برا وبحرا وجوا، تجمع الدفعة الثانية من المسافرين الوافدين في صالة انتظار واسعة عبر «بوابة تحمل الرقم 5» لتبدأ الحكاية.
عروض عربية في مسرحية «ألاقي زيك فين يا علي؟» (لبنان) للمخرجة رائدة طه، التي تفتح دفاتر العائلة الحميمة، وتعري الشهيد الفلسطيني من أساطير البطولة، وقد ملأت رائدة طه المسرح (المخرجة/الممثلة) سردا وتمثيلا وأضحكت الحاضرين وأبكتهم في الوقت نفسه.
المسرحية تناولت حياة علي طه، والد الفنانة الشهيد الفلسطيني (استشهد سنة 1972 في مطار اللد إثر عملية خطفه طائرة «سابينا البلجيكية» التي كانت متجهة إلى المطار المذكور وبقي في ثلاجة الموتى الاسرائيلية اكثر من سنتين.
في مسرحية «جلسة سرية» للمخرج العراقي علي قحطان، صنفها النقاد ضمن التجارب الجديدة في المسرح العراقي الذي جمع بين خصوصية المسرح العراقي العريق والمتفرد في منطقة الخليج العربي وبين الانفتاح على التجربة الفرنسية، خاصة أن هذا العمل مقتبس عن مسرحية تحمل العنوان نفسه لجون بول سارتر. حاول المخرج ايجاد مقاربة فنية وجودية تطرح واقع العراق ما بعد 2003، «الاحتلال الأميركي للعراق» بمشابهات لواقع أغلب المجتمعات العربية التي تمر بالتجربة والمخاض المرير نفسه في هذه المرحلة.
وبنفس جنائزي اقرب الى التأبين قدم المخرج العراقي علي ريسان مقولته :»نحن أطفال الحرب، نصطاد الموت بشواهد القبور، ونرسم الشهادة على أضرحة مستباحة على مر العصور»، ومن خلال سنوغلاافيا تقدوك الى ظلام المقابر وايحاءات الموت الذي لف المسرح بكل اطرافه، لينطق من وجعه:» كان أبي نجارا يصنع توابيت الذين يساقون إلى انتصارات مؤجلة، وأمي تخيط رايات سوداء وأعلام وطنية يرتجف في قلبها الله، حينما انهارت سقوف الحرب هربنا نحو عراء أسود الضمير».
إلى ذلك تتواصل نداوت المهرجان محتفية بمئوية المسرح المغربي.