01-09-2008 04:00 PM
سرايا -
سرايا-مع بدء الشهر الكريم، يكثر التعبّد والابتهال والدعاء إلى الله عزّ وجل، غير أن كثيرين يعانون من المشاكل الصحية، كهبوط ضغط الدم والصداع والوخم وقلة التركيز، ما يؤثر في نشاطاتهم اليومية، منهم من لا يقوى على الحراك ومنهم من يعاني من عدم الاتزان وغيرهما من المشاكل التي قد تعكر صفو شهر رمضان. عن أسباب تلك الحالات وسبل حلِّها،.
«ثمة مشاكل صحية عدة يعاني منها الكثيرون في شهر رمضان. علينا الاعتراف بأن الأمر برمّته عائد إلى عاداتهم الغذائية الخاطئة وليس لرمضان أو للصوم دخل فيها، تتمثل في الإفراط في تناول الطعام على مائدة الإفطار، وزيادة نسبة الدهون والنشويات والسكريات في تلك الوجبة التي تعقب صوماً طويلاً، ما يخلق حالة من الصدمة للجسم ويسبب التلبّكات المعويّة وآلام الرأس».
«الخطأ الأهم في رأيي هو الإفراط في الطعام، لما له من أخطار صحية لعل أقلّها هبوط حاد أثناء فترة الصيام. يجعل تناول كم كبير من السكريات والنشويات الجسم يعتاد على نسبة معينة من السكر في الدم، ما إن تنخفض أثناء الصوم حتى يشعر بالإعياء والهبوط ولا يقوى المرء على فعل أي شيء. الأعراض نفسها قد يشعر بها من يقع في الخطأ الثاني، وهو عدم تناول وجبة السحور، فالله سبحانه تعالى لم يأمرنا بالسحور من فراغ، وإنما لما له من أهمية صحية. من لا يتناول السحور يعاني من الصداع والإعياء لقلة نسبة السكر في الدم، لأنه لم يتناول ما يعينه على الصوم».
وزن زائد وصداع
«يعاني البعض بعد شهر رمضان من زيادة الوزن. يخطئ من يقول إن هذا الشهر بطبيعته يؤدي إلى زيادة الوزن، إحدى ميزاته الصحية أنه يتيح الفرصة للجسم لنسبة حرق أعلى، أي يفترض أن يفقد المرء وزناً وليس العكس، لذا أنصح الجميع بالتأكد من أن يكون طعامهم عموماً وفي رمضان خصوصاً صحياً وخفيفا». كذلك تلاحظ أن كثرًا يعانون من صداع دائم صباحًا لأنهم لم يشربوا قهوتهم كما اعتادوا أو لم يدخنوا السجائر، «لذلك ما إن ينطلق مدفع الإفطار حتى يهرعوا إليهما ويشربوهما بإفراط للتعويض عن حاجة جسمهم الذي اعتاد النيكوتين والكافيين. لهؤلاء أقول إن ما يعانونه هو نوع من العبودية لتلك العادات الخاطئة، تناول ما تريد لكن راع في المقام الأول صحتك وتأكد دائماً أنك المسيطر على رغباتك وليس كوب قهوة أو سيجارة يحددان نشاطك وقدراتك وحالتك».
صحة ونشاط
«تنبع الأخطاء الغذائية في غالبيتها من شعور خاطئ لدى الأفراد أن أجسامهم ستكون في خطر أثناء رمضان من قلة الأكل، لذا نجدهم يكثرون من تناول كل ما تصل إليه أيديهم، مغفلين الحقيقة العلمية القائلة إن الجسم أقوى من ذلك بكثير، ويمكن أن يصمد ويبقى بصحة جيدة من دون طعام لأيام أن رمضان فرصة كبيرة منحنا الله إياها لاسترداد صحتنا وترميم أجسامنا. أثبتت أحدث دراسة غذائية أجريت في روسيا أن مداومة الفرد على الصيام لمدة شهر، تحسّن بصورة هائلة من حالته البدنية عموماً وجهازه الهضمي خصوصاً. يقوم نشاط أجسامنا على عمليتي البناء والهدم ( anabolism& catabolism ) ، أي بناء الخلايا وتجديدها إضافة إلى بناء الدهون، ويقصد بالهدم تكسير تلك الدهون وتحويلها إلى طاقة، وهو الأمر الذي قلما يحدث الآن نتيجة عاداتنا الغذائية السلبية وقلة النشاط البدني، وهو الأمر الذي يوفره رمضان بصورة تلقائية، فأجهزة الجسم لا بد من أن تتغذى، وبما أننا نكون صائمين تأخذ حاجتها من المخزون، وبذلك يكون نشاط الجسم في الاتجاهين، ما يوفر له أكبر درجة من الصحة والنشاط».
تكيّف
ن نصح بالإكثار من الخضراوات والفاكهة وكذلك البقوليات نظراً إلى الألياف التي تحتويها، فهي تساعد في الحد من الشعور بالجوع ولا تزيد الوزن. كذلك يشير إلى أن الشعور بالجوع هو موقت سرعان ما يختفي ويبدأ الجسم بالسحب من دهونه المخزونة. يتابع: «أنصح من يتبع عادات غذائية خاطئة كالاعتماد الزائد على القهوة أو الحلوى أو حتى السجائر، باقتناص الفرصة للتخلص من هذه العيوب. قد يشعر في البداية ببعض الصداع أو الإرهاق غير أن الأمر لن يدوم سوى بضعة أيام حتى يبدأ الجسم بالتكيّف مع الوضع الجديد. أؤكد أن العامل النفسي يؤدي دوراً كبيراً، اقتنع بقدرتك على الإقلاع عن هذه العادة، أياً كانت، وأضمن النجاح لمن يحاول بإخلاص استغلال هذه الفرصة الذهبية التي وهبنا الله إياها «.
اضطرابات صحيّة
من«تعاني مجتمعاتنا من سلسلة عادات غذائية خاطئة تبرز في شهر رمضان، وتتسبب في غالبية المشاكل التي تواجهنا أثناء الصيام من بينها: الإفراط في تناول الطعام، الإكثار من الدهون والسكريات، الإسراف في العزائم والولائم، الاستخدام الزائد للملح والتوابل والمواد الحريفة. هذا كله يؤدي في النهاية إلى الاضطرابات المعوية، اضطرابات ضغط الدم، التخمة، أمراض القلب أيضاً. قد يتعدى الأمر الأعراض المرافقة للصوم إلى أبعد من ذلك».
يبدأ الصائم بتناول طعام خفيف وشرب كمية قليلة من السوائل مثل كوب حليب أو شوربة دافئة أو عصير غير مثلج أو بعض حبات من التمر، ثم يكمل إفطاره بعد صلاة المغرب، لأنه بذلك سيكون وفّر لجسمه الوقت الكافي لتحديد حاجته الغذائية بعيداً عن الاندفاع الأولي للجوع. كذلك يجب أن يراعي كم الدهون والنشويات في الوجبات الغذائية ومحاولة تقليلها، عدم الإكثار من السكريات مثل الكنافة والحلوى الشرقية لما تسببه من اضطراب في نسبة السكر في الدم، الأمر نفسه بالنسبة إلى الأملاح التي تؤثر مباشرة في ضغط الدم، تحاشي المياه المثلجة بعد الإفطار مباشرة لأنها تحدث تقلصات وسوء هضم في المعدة.
«أما بالنسبة إلى المدخنين ومن يعتمدون بصورة كبيرة على المنبّهات، ستعاني أجسامهم في البداية من تغيير عاداتهم، لكنها سرعان ما تتكيف مرة أخرى، ولهم الاختيار إما أن يساعدوا أنفسهم ويعتادوا على تقليل ما يتناولونه، فيكون رمضان بداية لصحة أفضل أو يستسلموا لما هم عليه. كذلك يفضِّل الابتعاد عن المخللات على السحور والحرص على تناول البقوليات والزبادي ومنتجات الألبان والفاكهة والخضراوات، خصوصاً الخيار، لأنها تساعد في تجنّب الشعور بالعطش وتمنح الجسم الطاقة اللازمة من دون زيادة في الوزن».
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-09-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |