22-10-2015 04:47 PM
بقلم : د. معن سعيد
مثل كثير من المفاهيم الخاطئة في المجتمعات العربية , فالصديق أيضا في المفهوم العربي له صفات غير واضحة , بل ومختلطة كثيرا في معظم الأحيان وقد تصل إلى حد الإضرار بالصديق ومعنى الصداقة ..
" الصديق " في اللغة العربية هو الشخص الدائم الصدق والمودة ..
و" الصديق" في المعنى الشائع هو الشخص الذي تحب أن تراه وتشكو له همك وتسمع منه همه وتطلب رأيه ومشورته فيصدقك الر أي .
ولكن " الصديق " أصبح عند العرب شخصا قد يدخل بيت صاحبه بلا موعد أو إستئذان وقد يتدخل في خصوصياتك بدون أن تسمح له بذلك بحجة قلقه عليك وقد يطلب منك معروفا أو مالا ويغضب منك إذا لم تلب طلبه , وقد يطلب مصاهرتك ويقاطعك إذا تم رفضه من قبلك أو قبل أهلك ..هذا عدا عن الواسطات التي يطلبه له ولغيره من أقربائه ومعارفه بحجة الصداقة
" الصديق " أصبح مفهومه غير واضح مثل معظم الصفات والألقاب في مجتمعنا .. فلا يحق لأحدنا طلب مال أو قرض من " صديق " فهو ليس بنك تمويل , وإذا حدث وأخطأت وطلبت منه فلا يحق لك أن تغضب وتنهي صداقته فلديه أسبابه التي لا تعرفها حتى ولو كان ذلك مجرد حرص أو حتى بخل وإذا طلبت مصاهرته ورفض فلا يحق لك أن تلومه لأنه امر لا يتعلق به لوحده وإلا لكان متسلطا في بيته وبين أهله وهذه صفة مذمومة .
ربما جاء الوقت لنعيد صياغة الأمور من جديد ووضع المعاني المناسبة لكثير من الصفات والعمل على تطبيقها كما يجب أن تكون , لا كما نحن تعودنا عليها .