بقلم : د. نزار شموط
كنت في جلسة كان جل ُ الحديث فيها ما يدور في فلسطين من انتفاضة مباركة ضد الصهاينة الملاعين , استثارني بل استفزني راي احد المتنطحين المهزومين حينما قال بالحرف الواحد ( ان ما يحدث تخريب وزعزعة للامن بطريقة مقصودة من بعض المتهورين من الشباب المتأثرين ببعض الحركات الاسلامية في الضفة , وكل ما يقومون به انتحار بطريقة بعيدة عن الجهاد والدين , فمن الغباء ان تواجه مدفع بسكين اوحجر , وفي النهاية يموت هؤلاء الشباب برصاصة , ولصالح من ما يحدث ؟ وما الداعي له ؟ كل هذا يهدف لتخريب الاتفاقيات مع اسرائيل وتأجيج الصراع من جديد ) انتهى حديث هذا المأزوم .
حينها لم استطع تمالك نفسي فقلت له , ايرضيك ما يقوم به الصهاينة في الاونه الاخيره من تدنيس للاقصى , واقتحام لباحاته من قبل المجندين والمجندات النجس , ايرضيك ما يقومون به من مداهامات للبيوت واخراج ساكنيها وبث الرعب بداعي البحث عن مطلوبين , وبشكل متكرر بهدف تهجير ساكنيها , ايرضيك الاستغلال السافر للاراضي وزرع المستوطنات فيها , وخاصة في القدس , حتى باتت المستوطنات تزنر محيط الاقصى , ايرضيك ما يقومون به من حفريات في حرم الاقصى الذي بات يقف على اعمدة , لكثرة الحفريات من اسفله .
ايرضيك ايرضيك .......ام تريد ان يصمت هؤلاء الابطال حماة الارض والعرض حيال كل ذلك , وتقول ما الداعي لما يفعلون ؟؟
واستطرت قائلاً , ماذا قدمت الهدنة بين حماس ويهود , وعن ماذا اسفرت اللقاءات والاتفاقيات بين منظمة التحرير ويهود .
هل اوقفت التعديات على الاراضي وجمدت بناء المستوطنات ؟ هل اوقفت الانتهاكات للمقدسات وعلى رأسها الاقصى الشريف ؟ هل افرجت عن الالاف من المسجونين في سجون الصهاينة ؟هل وهل ....؟؟؟
قل لي بالله عليك الا تعتبر كل هذا مبرراً لقيام هذه الانتفاضة ؟
اريد ان اقول لك , ان الصهاينة هم من بدأو بالاستفزاز , فهم منذ اشهر وهم يعملون على اثارة مشاعر المسلمين بانتهاكات متكررة لحرمة الاقصى , وخاصة من المتشددين , والذين ينادون بهدم الاقصى جهاراً نهاراً , وكأنه تكتيك واستراتيجية تهدف للتعرف على ردود الافعال , في ظل الصراع القائم في المنطقة العربية , لان الخطوة التالية في ظل الصمت , هدم الاقصى .
لقد زعزع هؤلاء الشباب الابطال , كيان الصهاينة , وبثوا الرعب في قلوبهم , واجهضوا مخططاتهم لهذه المرحلة , لان اليهود لا ينفع معهم الا لغة القوة فهذا ديدنهم , فالعين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم .
وبعد كل هذا تقول ما الداعي للانتفاضة ومقارعة القوة العسكرية بسكين وحجر . قل خيراً يا رجل او فصمت .
وللاسف امثال هؤلاء المحبِطين كثر . ولا يسعنا الا ان ندعوا الله ان يكون مع اهلنا في فلسطين , ويمدهم بالقوة , وينصرهم على عدوهم , انه ولي ذلك والقادر عليه .