22-10-2015 04:54 PM
بقلم : د. ناريمان عطية
إن أول ما ننظر إليه عند التفكير بتعديل السلوك السلبي الغير مرغوب فيه لدى الأطفال والناشئين هو اسلوب الوالدين والمتأثر بطبيعة شخصيتهم وظروفهم والبيئة المحيطة بهم، والتي تؤثر في طبيعة السلوك الناتج عندهم، وإلى كيفية تفعيلهم للغة الحوار والمناقشة وتقبل الرأي والرأي الأخر، وقدرتهم على تميز السلوك الإيجابي والأبتعاد عن السلبي، والسعي إلى تغير أنفسهم بالتحكم بسلوكهم وباعتبار أنهم القدوة لأولادهم، وتقبلهم لفكرة أن التعديل في السلوك يبدأ من الأباء قبل الأبناء. وإلى ما يستخدمون من طرق ووسائل عقابية تقليدية خاطئة والتي تؤدي إلى نتائج سلبية تؤذي الأطفال والناشئين جسديًا ونفسيًا من أهمها الضرب، العصبية، الصراخ والشتم، وعملية الترهيب، التخويف والتهديد، والمواد الحارقة كالفلفل والشطة أو الكي للجسد والحرق، واللجوء إلى الحبس أو الطرد، وإسلوب السخرية والإستهزاء، واللجوء إلى المقارنة والتميز بين الأبناء...
وقبل البدء بتعديل أي سلوك يجب اجراء تحليل عملي ودراسة شاملة للظروف المؤدية لحصول السلوك ومن ثم نبدأ بالحكم والبحث عن البدائل العقابية المناسبة لتعديله، ويُفضل أن تأتي المعاقبة على السلوك الغير مرغوب فيه بعد مرات متتالية من الإنذار وليس عقابًا فجائيًا.
وإن ما يهمنا عند اختيار البدائل أن تكون بدون إيذاء جسدي أو نفسي وأنصح بالآتي:
1.المعاملة بلطف: هي أهم الطرق المستخدمة في العقاب، وتكون حسب الشخصية المراد تعديل السلوك فيها فالاباء يختارون ما يناسب الطفل او الناشىء والتي تقيم مقدار فهمه وتنفيذه لما هو مطلوب وتكون بتحفيز الجانب الإيجابي والبعد عن السلبي. ويمكن عمل جدول مراقبة للسلوك اليومي وتسجل فيه الملاحظات اليومية والهدف منه اكتشاف مقدار تعديل السلوك والمقارنة بين كل أسبوع وما بعده هل هناك تحسن ام لا؟؟؟ وأيضًا عمل جدول للطفل أو الناشىء على علم به مكون من عدة فقرات وكل يوم يسجل مدى تطبيق السلوك بطريقة ايجابية ولمدة أسبوع ويكون هناك مكافأة وتحفيز خلال الفترة المحددة.
2.الصبر: أن يمتلك الاباء القدرة على الصبر فتعديل السلوك يحتاج إلى فترة زمنية ، فسعة الصدر هي طريق النجاح.
3.المراوغة: استخدام أسلوب المراوغة مع الأطفال في السنوات الأولى بمحاولة إخراجهم من السلوك الغير مرغوب فيه بطريقة غير مباشرة وإشغالهم بشي أخر والعمل على نسيانه.
4.الحرمان: اللجوء إلى إبعاد " كل ما هو ذات قيمة " عن الطفل والناشئ عندما يسيء التصرف، ويلجا إلى السلوك السلبي، فيكون من خلال حرمانه من شيء قيم بالنسبة له، مثل لعبه ، مشوار، برنامج..نشاط...الخ، لأنه يجب أن يعرف أنه عندما يرفض أن يفعل ما يطلبه والداه، فإنه سيحرم مما يحب، ويمكن أن لا يراه مجددا، أو يذهب إليه، وتُستخدم كقاعدة يمكن التحكم بها للتأديب وتعديل السلوك لانه بهذه القاعدة سوف يقتنع أنه لكل فعل ردة فعل، فإن ساءت تصرفاته، فهناك عواقب لما يفعل من سلوك سلبي ، وبذلك يتعلم أنه لا يستطيع أن يفعل كل ما يريد، متى ما أراد ذلك لانه لا يعرف مدى تأثيره على حياته القادمة ومقدار الضرر أو النفع. وعلى الأباء أن لا يتهاونوا ويتراجعوا في ذلك حتى تتولد المصداقية وتتم الفائدة.
5.التفاوض: التفاوض مع الطفل أو الناشئ يغيِّر سلوكه بشكل أسرع وأفضل من خلال السعي لإيجاد حل مرضي غير عنيف بتفاهم و صبر وحزم في آن واحد.
6.تكرار السلوك الإيجابي: أن يمارس أفراد العائلة السلوك الإيجابي أكثر من مرة أمام الطفل ويكافئ فاعله.
7.التأثير الروحاني: تفعيل معنى رضى الله سبحانه وتعالى وربط ذلك بالسلوك الإيجابي والسلبي وتعزيز الخلق النبوي.
8.التأثير العاطفي: توليد مفهوم العاطفة والتعامل بموده ومحبه واحترام، وربط حسن التعامل والسلوك الإيجابي بتفعيل رضى الوالدين وأن ذلك يؤثر على مدى التوفيق في الحياة والمرتبط ارتباط كلي برضى الله. فقط كلمة" زعلان منك، مو راضي" هي طريق إلى تعديل السلوك.
9.تحفيز مفهوم الضمير: من خلال تفعيل الضمير الدائم عند الطفل والناشئ وربطه برضى الله وتوفيقه، فعند الوقوع بتصرف سلبي يشعر بتأنيب الضمير والذي من خلاله يستطيع أن يقوم ذاته ويعدل سلوكه ذاتيًا، ولا بد من المتابعه المستمرة لتنمية الضمير من خلاله مواقف متكرره وربطها بالتعزيز.
10.تفعيل الذات: إيجاد الذات " أنا" لدى الطفل والناشئ وتوضيح أن تنميته لذاته والمحافظة عليها من الوقوع بالخطأ والقيام بالسلوك السلبي الذي يؤثر ويضعف الشخصية ويجعلها مهزوزه، بمقابل تعزيز فكرة الثقة بالنفس وأن يكون مميزًا بعلمه وشخصه وأخلاقه ليكون قدوة حسنة عن كل مسلم.
11.الذكاء العاطفي: أن يكون التعامل مع عواطف ومشاعر الناشئين والأطفال بإيجابية وبطريقة ذكية وذلك من خلال القدرة على استيعابهم وفهمهم وإدراك حاجاتهم.
د.ناريمان عطية