22-10-2015 05:07 PM
بقلم : رائد سليمان الخشمان
يغيب عن الساحة الرياضيّة الاردنيّة حاليّاً الكابتن سمير نصار قائد المنتخب الاردني لكرة السلة الذي دشّن مع نجوم مثل مراد وهلال بركات وغيرهم انجازات كرة السلة الاردنيّة في الثمانينات في عهد رئيس الاتحاد السابق مضر المجذوب احد صنّاع مجدّ السلّة الاردنية٬ عندما وصلت الدور نصف النهائي على المستوى الآسيوي عام ١٩٨٦ وحققت المركز الرابع٬ وقبلها الميدالية الذهبية لكرة السلة في الالعاب العربية في المغرب عام ١٩٨٥م. والسرّ وراء اختفائه هو الداء الذي تعاني منه كل الرياضات - لا بل المؤسسات الاردنيّة بمختلف توجهاتها واختصاصاتها الا وهو الواسطة والمحسوبيّة والشلليّة والفساد.
ولمن لا يعرف تاريخ الكابتن سمير نصار - واجزم بأنهم من الجيل الجديد وانهم قلّة٬ فهو كابتن المنتخب الاردني الذهبي لكرة السلّة وصانع العابه في الثمانينات٬ وكان يلقّب "بالكمبيوتر البشري٬ والداهيه٬ والعقل المفكّر"٬ وبعد اعتزاله عام 1987 إتجه كما هو حال الرياضيين المميزين لميدان التدريب لما يتمتع به من روح قياديّة ورؤية فنيّة ثاقبة. فنجح في ذلك وتولّى تدريب فرق اندية خليجية مشهورة٬ حيث قاد ناديي النصر والقادسية السعوديين وايضاً المنتخب السعودي للشباب٬ ثم انتقل بعدها لتدريب الاهلي القطري وقاده لاحراز ثلاثيّة تاريخيّة٬ كما درّب السد القطري وساهم في تطوّر كرة السلّة القطرية قبل أن يعود للاردن ويقود نادي الجزيرة لينتقل بعدها مديراً فنيّاً للمنتخب الوطني٬ تلا ذلك العمل كمديرٍ فنيّ للاتحاد ابّان الصعود لكأس العالم عام 2010م.
سمير نصار يا سادة يحمل شهادة التدريب الدوليّة من الاتحاد الدولي لكرة السلة (فيبا)٬ ويحمل شهادة درجة الماجستير في الادارة الرياضيّة (حيث يعمل الآن محاضراً لكرة السلّة في احدى الجامعات الاردنيّة) ويمتلك خبرات فنيّة مذهلة٬ في وقت تعاني فيه منتخبات الفئات السنيّة والمنتخب الاول من تراجع مخيف على المستوى الآسيوي ينبئ بمستقبل مظلم لكرة السلة الاردنيّة اذا لم يتم تدارك الامور والاستفادة من الخبراء مثل الكابتن سمير وغيره من اللاعبين الدوليين الذين وُضعوا على الرف٬ وجيء بمن بعضهم اميّون في الرياضة ليوجّهوا دفتها الى المجهول وليتلاعبوا بالتاريخ المشرق للسلة والرياضة الاردنيّة.
هذا نداء للمسؤولين عن الرياضة الاردنيّة وللسيد سامر عصفور رئيس الاتحاد للقيام بما هو صواب٬ فوجود المختصّين والروّاد ومن حققوا الانجازات هو ليس تكريماً لهم فقط٬ بل تكريمٌ للرياضة الاردنيّة واحقيّتها بالاستفادة من خبراتهم الغنيّة٬ وحرصٌ على بقاء توهّجها في المستقبل٬ وتشجيعٌ لكل ابناء الوطن وأشعارهم بإن من زرع حصد٬ ومن جدّ وجد. أتمنى وأتوقّع أن يتمّ انصاف الكابتن سمير نصار سواء كإداري في اتحاد كرة السلة أو كمدرب للمنتخب الاول او احد منتخبات الفئات السنيّة٬ فنحن بحاجته وبحاجة جميع خبرات المميّزين والنجوم من اجل اتاحة المجال لأهل الاختصاص كي يساهموا في بناء الرياضة وتقدمها على اكمل وجه٬ وكما ويقول المثل العربي "اعطِ القوس باريها".