26-10-2015 11:44 AM
سرايا - سرايا- وقع الشاعران أنور الأسمر وعبد الرحيم جداية ديوانيهما:»أبابيل الغياب» و»دوائر حيرى»، في حفل استضافته غرفة تجارة إربد، مساء يوم أمس الأول، وسط حفاوة كبيرة من مثقفي المحافظة، وذلك بدعوة من ملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة ومنتدى عنجرة الثقافي، وقد أدار مفردات الحفل الشاعر حسن البوريني.
واشتمل الحفل على قراءتين نقديتين في الديوانيين، وشهادة إبداعية، القراءة الأولى قدمها الناقد والقاص د. حسين منصور العمري حول ديوان الشاعر أنور الأسمر «أبابيل الغياب»، وأكد فيها أن لأنور الأسمر رائحة خاصة في اللغة الشعرية، لا يستشعرها إلا من حاول الولوج في مكنوناتها، ولا أدعي بأنني قادر على هذا الولوج بسهولة ويُسر، ما الأبابيل التي أودع الله سرها في كتابه العزيز ليس من البديهيات الملموسة المعالم «طيرا أبابيل»، كما في الآية الكريمة، الشاعر الأسمر اتخذها عنوانا لديوانه وأتبعها بكلمة الغياب، قائلا: «وقل يا سما كفي أبابيل الغياب/ ويا أرض ابتعلي أمكنة الانتظار»، فالخطاب المرفوع إلى السماء حينا والهابط إلى الأرض حينا آخر، إنما هي حالة التشكل الوجودي للبشر الذي خاطب الله عز وجل به آدم في السماء فهي علاقة جدلية بين السماء والأرض.
ثم قرأ الشاعر الأسمر قصائد من مجموعته المحتفى بها، من مثل: غيم جبان، ولا تمسح دمعتك في غير موعدها، وقد تفاعل الجمهور مع الشاعر في قراءته الشعرية.
تاليا قدم الشاعر السوري محمد طكو قراءة نقدية في مجموعة الشاعر جداية «دوائر حيرى»، عنّونها «الموسيقى التصويرية في دوائر حيرى»، خلص فيها إلى أن الشاعر عبد الرحيم جداية استطاع أن يحقق في «دوائر حيرى»، حالة من التوازن بين ثلاثي الموسيقى التصويرية: الموسيقى الداخلية والصورة الشعرية وقالب القصيدة نتج عنه مجموعة شعرية لا نمل من الغوص في مكنونانتها.
وأكد طكو أن قصيدة «مهما بكى لا تعتقي»، محور قراءته، أن في هذه القصيدة ارتباط وثيق ما بين الشارة والحدث، وتكمن قدرة الشاعر الإبداعية في اختزال القصيدة وتقديم مطلع مقنع للقارئ بحيث يشد انتباهه للنص ويجعله يحلق في ملكوت الشاعر أو ملكوت النص الشعري نفسه، وعبد الرحيم جداية في ديوانه «دوائر حيرى»، كان موفقاً جداً حيث عمل على وحدة الموسيقى الشعرية للنصوص وأيضاً تكثيف الصور الشعرية واختزال مضمون حدث القصيدة في الشارة بشكل يشد القارئ لإتمام القصيدة وقراءتها في نفس واحد وهذا له دلالات واضحة على تمكن الشاعر من أدواته.
من جهته قدم الشاعر د. حربي المصري شهادة في تجربة جداية أسماها «الأكوان الموازية في دوائر عبد الرحيم الحيرى»، أكد فيها أن عبد الرحيم جداية قد أحدثَ في «دوائرهِ الحيرى»، الكثيرَ من ضجيجِ الأكوانِ الموازيةِ ومواطنِ الرؤيةِ اللانهائيةِ مبتعداً عن مفاوزِ الأبجديةِ التلقينية، وقد حلَّقَ في سماءِ القصائدَ قابَ فتقٍ ورتقٍ وكشفٍ ووصلٍ وفصل، يهمزُ خيلَ جنونِها بمهمازِ الإبداع والإدراك، ويتمترسُ بترسٍ من الإيمانِ يصدُّ عنه سهامَ غوايةٍ وتسرب وجنوح، ويردمُ الزمنَ بين قربانِ التقرُّبِ والماءِ، ويشدُّ جلدَ القصيدِ على خشبِ الواقعِ الذي يطفو على بحرِ مفرداتٍ حزينةٍ نافضاً عنها غبارَ القلقِِ، ومتقناً إيقاعهُ على أوتارٍ فائقة الدِّقة وهو يبني سفينةَ الأجوبةِ تُنجينا ذاتَ معنى ومغزى إن اعتصمنا بالحبرِ وهيجنا أنوثةَ الصفحاتِ وابتعدنا عن لغةِ العكاكيزِ الشوهاء وأناتِ التساقطِ والمدى خريف.
وأختتم حفل التوقيع بقراءات شعرية للشاعر عبد الرحيم جداية فقرأ قصيدة «الأكوان الموازية».