26-10-2015 04:05 PM
بقلم : ديما الرجبي
أثار حنقي هذا التقرير للمُسن الذي يقطن فوق أشلاء الغوطة متمسكاً بأعمدةِ بيته المتآكلة ، حينما أتته المساعدات الغذائية والتي حسبما رأيتها لا تتجاوز بضعة أكياسٍ فقط، ليصرخ ويبكي ويضحك ويهذي فرحاً "بالشاي" قائلاً أنه يحب الشاي ؟!
واسترسل فَزِعاً بالمنحة الطائية، قائلاً أنه بغبطةٍ لأن الدهون المتبقية على جسده الهزيل أمست عظاماً ظناً منه" قاتل الله الظن" أنه أطلق بوق الاستغاثة أمام الملأ وستأتي الركاب محملةً بكل ما يحتاجونه من أرض وكرامة وبيوت وعافيه وسوريه ؟!!
وكأن تركيبة الخلاص لأهل سوريا أمست حفنة طعامٍ تأتي على حين اثارةٍ اعلامية لصالح حقوق الإنسان والمنظمات الرافضة للعدوان والاعدامات الشرق أوسطية ؟!
ها هم قد أوفوا العهود وتفقدوا الموتى الأحياء وضمدوا جُرح العروبة "بكيس شاي" جعلت العجوز في لغط وأساءَ التعبير إلى حُلمه ليُقزم مطالبه مقابل أن يحيّ الدهون بقليلٍ من الخبز والزيت والماء ؟!
هذه المشاهد التي تتكرر بين الحين والآخر، تُذكرني بعرضٍ مسرحي كئيب حضرته ذات مرة وكان ذكاء المُخرج أنه بين الفصل والآخر يخلق نوعاً من المشاهد الساخرة المُضحكة التي تُحيّ النص وتجعلنا نحن الجمهور العتيد ننسى بؤس الملل في الفصول الأولى ؟!
النظام يشكر الداعمين ...
الحديث عن التدخل الروسي وكثرة النقاشات حول هذه القضية أصبح مستهلكاً اعلامياً وسياسياً، والتحدث عن بناء تحالف عربي أصبح متداولاً على لسان حال الجميع بأبعاده وكيفيته وترتيباته الاقليمية والأدوار الموزعة ونظامه الأمني وماذا سيشمل وماذا سيحل والخ.... أصبح كقهوة الصباح تمنحك الإفاقة طوال اليوم وتأرقك ليلاً ؟!
ولا نرى نحن الجالسون على خيباتنا إلا أن النظام باقٍ وإن استبدلت الوجوه فلم يبقى من شعب سوريا أحداً والعلم عند الله يعوّل على جديدها ولا على نهايتها التي نترقبها في كل لحظة .
فما بين شُكر المانحين وشُكر الداعمين ...
نستودع الله شرقنا العربي ...
والله المُستعان