26-10-2015 04:50 PM
بقلم : رائد سليمان العزازمة
مهما حاول القادة الإسرائيليون إخفاء حقيقة الرعب والهلع الذي يعيشه شعبهم فانه بين فترة وأخرى تنكشف هذه المحاولات الفارغة عند أول هبة شعبية غيورة وانتفاضة مباركة يقوم بها اهل فلسطين مثبتين انهم اصحاب الحق بشجاعتهم وتضحياتهم المستمرة وان هؤلاء اي اليهود مارقون لا اكثر ومغادرتهم امر لا شك فيه وان طال الزمن او قصر.
صحيفة يدعوت احرنوت الاسرائيلية لم تتردد في نشر كاريكاتير يعبر وبصورة ساخرة عن مدى الهلع والخوف الذي اصاب الجنود الاسرائيلين المدججين بالسلاح في العملية البطولية الاخيرة في بئر السبع التي قتل على اثرها جندي من النخبة ومستوطن ارتيري ساقه حظه العاثر ان يتواجد في تلك اللحظات في نفس مكان العملية. وأبدت استغرابها واستهزاءها بنفس الوقت من فرار الجنود كالجرذان من امام شخص واحد يحمل سكينا لا اكثر.
حقيقة الخوف والهلع الذي يعيشه الاسرائيليون في كل لحظة يدل على شيء واحد وهو انهم يعلمون في داخلهم أنهم غرباء عن هذه الارض وليس من حقهم البقاء فيها ويعلمون ان احتلالهم للأرض وتزويرهم للحقائق وعربدتهم ما هي إلا شكليات يغطون بها حقيقة هشاشتهم يحاولون أن يبدون معها بمظهر القوة والصلابة معتقدين حسب تفكيرهم أنها ستخيف أصحاب الوطن الحقيقيين لتأتي الاحداث مغايرة تماما لما يتمناه هؤلاء الإسرائيليون.
فأبطال ما بعد أوسلو الذي راهن عليه المتخاذلون قبل المحتلون بأن يكون نقطة تحول جذري في تاريخ الصراع هؤلاء الفتية الشجعان أبناء الوطن الأصليون نسفوا كل هذه الأحلام الوردية وأربكوا القيادة السياسية الاسرائيلية وجعلتها تستنجد بحلفائها من داخل المنطقة ومن خارجها في محاولة لإخراجها من هذا المأزق. فالجبهة الداخلية الإسرائيلية ما أسرع أن تتعرى وتنكشف عند أول امتحان حقيقي بعيدا عن مستنقع أوسلو فهم يعرفون تماما ان اي تحرك خارج هذا الاطار سيكون مكلفا جدا وغير مضمون النتائج خصوصا إذا ابتعد عن التنسيق الامني الذي يوفر لهم المعلومات الكافية للتحرك ضد اي عمل فدائي بطولي ويضمن لهم الوقت المناسب ايضا لإفشال اي عمل من هذا القبيل.
الشيخ زياد ابو هليل واجه الجنود الاسرائيلين بصدره العاري ورأيناه أسدا يزار في وجوههم وشاهدنا كم كان حجم الرعب الذي زرعه في قلوبهم ونفوسهم فماذا كان يمتلك هذا الشيخ حتى يستطيع ان يزلزل الارض تحت اقدامهم وهو يعلم ان رصاصة كافية لإنهاء حياته دون ان يأبه لذلك ؟؟؟؟ . ولماذا تقهقر كل هؤلاء الجنود المدججين بالسلاح امام رجل اعزل لا يملك من السلاح شيئا ؟؟؟؟؟.
ان شعبا شجاعا مؤمنا بحقه بالعيش بكرامة في وطن أغلى من روحه سيصنع المستحيل وسينتصر. وشعبا مرعوبا خائف في كيان أجوف لا بد له من الهزيمة والزوال. فالوطن ليس كيانا ماديا فقط وإنما ارض وروح وإيمان وتضحية وهذا ما لا يعرفه المحتل ولن يعرفه ابدا.
razazmeh@yahoo.com