بقلم : هاشم الخالدي
لست متفائلا بالمطلق من اعلان الحكومه بانها شكلت لجنة تحقيق فيما يخص فضيحة انفجار الالعاب الناريه قي جمرك عمان .

هنالك استهبال واضح اصبح اسمه تشكيل لجنة تحقيق لمحاولة استرضاء غصبة المواطن الاردني ولم نسمع في يوم من الايام ان الحكومه اعلنت نتائج التحقيق .
اتذكر منذ عملت في الصحافه قبل اكثر من ربع قرن انني كتبت في كل الصحف التي عملت بها ان الحكومه شكلت لجنة تحقيق بكذا وان الامن شكل لجنة تحقيق بالقضيه الفلانيه ولم اسمع او اقرأ يوى قضيه او اثنتان اعلنت بهما نتائج لجنة التحقيق .. اليس هذا استهبال واضح لعقولنا .

اذا كان الامر كذلك فانا اقترح ان يتم تشكيل لجنة تحقيق من محامين وصحفيين لمتابعة كل لجنة تحقيق تقوم الحكومه باعلان انها شكلت لجنة تحقيق في القضيه الفلانيه او لعلنا نتجه مثلا لتشكيل مجلس يطلق عليه اسم مجلس متابعة لجان التحقيق التي تشكلها الحكومه.

هل تريدون ان نصل الى هذه المهزله من عدم الثقه بين المواطن والمسؤول ام ان تشكيل لجان التحقيق آتت اكلها في سحب صاعق الغضب الذي يتشكل لدى الاردنيين لحظة وقوع كارثه ما او قضيه رأي عام .

كذبوني ان كنت كذلك فاين هي نتائج التحقيق في مقتل القاضي رائد زعيتر واين هي نتائج التحقيق في مقتل المواطن عمر النصر واين هي نتائج التحقيق في اللجنة التي شكلها وزير الاوقاف في حادثة انقطاع الكهرباء عن الحجاج الاردنيين واين هي نتائج التحقيق التي شكلتها وزارة التنميه للكشف عن فضيحة انتهاكات دور رعاية المعاقين اين هي نتائج التحقيق في اللجنه التي شكلها الدكتور عبدالله النسور في احداث مسيرة اربد التي نظمها الاسلاميون انذاك واين هي نتائج التحقيق في اللجنه التي شكلها النسور في تجاوزات مياه اليرموك .

هل تريدون ان اسرد مئات القضايا ام اكتفي ... اليس ما يحدث استهبال واضح لعقولنا ام انهم يعتمدون على نظرية ان الاردنيين ينشغلون باي قضية ليوم او يومين .. ثم ينسون.

نعم .. الشعب الاردني شعب طيب القلب.. ذكي.. .. نخوجي .... كريم ... اهل فزعه حتى لو كان على حساب راحتهم ورزقهم لكن ذلك لا يعني ان تقوم الحكومه باستغفاله بهذه الدرجه .

مشكلتنا في الاردن اننا لا نجيد ثقافة الاستقاله كما يجيدها الاجانب والمسؤول الاردني وبمجرد ان يجلس على الكرسي يبدأ باستخدام كل انواع ( الغراء اللاصق ) كي يرتبط عضويا وجسديا بكرسي المسؤوليه بينما المسؤول الاجنبي بكل اسف يتقن فن الخجل والانسحاب بالاستقاله خوفا من ضميره ولشعوره بالتقصير حيال بلده
كلنا يذكر ماذا حدث للوزيره السويديه مانا سالين التي قدمت استقالتها من الحكومة بعد أن أدانها القانون السويدي بملء خزان سيارتها الخاصة بالبنزين على حساب الدولة مستخدمة بطاقة صرف منحت لها من الحكومة بمبلغ يقدر بنحو 60 دولار لملء خزان سيارتها الخاصة بعد الدوام الرسمي.

الوزيرة أكدت أنها نسيت بطاقتها الخاصة في البيت واضطرت لاستعمال البطاقة الحكومية مثبتة بالوثائق الدامغة.

الم اقل لكم اننا لا نجيد ثقافة الاستقاله ..هل من الممكن ان نسمع اليوم خبر تقديم وزير الداخليه سلامه حماد ومدير الجمارك منذر العساف استقالتهما نتجة ما حدث في جمرك عمان .. هل نسمع ... انسوا طبعا لانه ( الغرا اللاصق )..... شغاااال
الكاتب مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com