28-10-2015 09:31 AM
سرايا - سرايا - أسهم التطور التكنولوجي على مر العقود في تغيير وتطوير طبيعة الإنتاج السينمائي ونظام الاستوديوهات وتوزيع وتسويق وعرض الأفلام السينمائية. لعب كل ذلك دورا كبيرا في تطور السينما الأميركية وهيمنتها على السينما العالمية، علما بأن ريادة السينما الأميركية على المستوى العالمي تعود إلى عشرينيات القرن الماضي في عصر السينما الصامتة. ونتيجة لهذه العوامل مجتمعة تشكل السينما الأميركية حاليا 90 بالمائة من القيمة الاقتصادية للسينما العالمية، فيما تشكل جميع صناعات السينما الأخرى في بقية أنحاء العالم العشرة بالمائة الباقية.
ورافق انتشار الأفلام الأميركية عالميا عبر العقود تراجع أو اختفاء بعض الصناعات السينمائية العريقة كالإيطالية والفرنسية والألمانية والسويدية التي تحوّلت من صناعات سينمائية ذات ماض عريق إلى سينمات محدودة الإنتاج لمخرجين سينمائيين أفراد. ويعزى السبب الرئيسي لذلك إلى انتشار الأفلام الأميركية وهيمنتها على دور السينما في هذه الدول وفي غيرها من دول العالم. وفتح أمام عرض الأفلام الأميركية خلال ربع القرن الماضي سوقان إضافيان كبيران جديدان هما روسيا والصين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والتغيرات السياسية والانفتاح الاقتصادي في الصين. وكثيرا ما تسجل إيرادات بعض الأفلام الأميركية في بعض الأسابيع أرقاما قياسية في دور السينما في هاتين الدولتين اللتين كانتا تمنعان عرض الأفلام الأميركية حتى عهد ليس ببعيد.
وتشكّل إيرادات الأفلام الأميركية على شباك التذاكر خارج الولايات المتحدة أكثر من 60 بالمائة من الإيرادات العالمية الإجمالية لهذه الأفلام، في حين يأتي أقل من 40 بالمائة من إيرادات هذه الأفلام في دور السينما الأميركية والكندية. كما أن نسبة إيرادات الأفلام الأميركية في دور السينما الأجنبية مقارنة بدور السينما الأميركية والكندية آخذة في الازدياد منذ عدة عقود، وخاصة بالنسبة لأفلام الحركة والمغامرات والخيال العلمي والرسوم المتحركة التي تحقق أعلى الإيرادات على شباك التذاكر وتلقى إقبالا كبيرا حول العالم. ومن أسباب ذلك الشعبية
الجماهيرية التي تتمتع بها هذه الأنواع السينمائية في سائر أنحاء العالم، بالإضافة إلى أن معرفة اللغة الإنجليزية التي تنطق بها هذه الأنواع السينمائية ليست أساسية في فهم واستيعاب ما يعرض على الشاشة من حركة ومغامرات ومطاردات مثيرة في هذه الأفلام التي تعتمد اعتمادا كبيرا على استخدام تكنولوجيا المؤثرات الخاصة والبصرية المبهرة، وذلك خلافا للأفلام الدرامية والكوميدية الأميركية التي يحتاج فهمها إلى معرفة اللغة الإنجليزية. ولا تشكّل إيرادات الأفلام الأميركية على شباك التذاكر في هذه الأيام سوى جزء من الإيرادات العالمية الإجمالية لهذه الأفلام، وتقدّر نسبة إيرادات شباك التذاكر بنحو ربع إيراداتها الإجمالية، حيث يأتي الجزء المتبقي من تأجير وبيع أشرطة الفيديو والأقراص
المدمجة ومبيعات تسجيلات الأغاني والموسيقى التصويرية السينمائية ومبيعات الألعاب الإلكترونية والمنتجات التجارية التي ترافق عرض هذه الأفلام، خاصة الأفلام الملحمية وأفلام الحركة والمغامرات والخيال العلمي والرسوم المتحركة الضخمة الإنتاج، بالإضافة إلى إيرادات حقوق العرض التلفزيوني لهذه الأفلام. ومن الأمثلة على ذلك فيلم الرسوم المتحركة «قصة لعبة 3» (2010) الذي بلغت إيراداته
العالمية الإجمالية في دور السينما 1,063 مليار دولار، في حين بلغت الإيرادات الإجمالية لمبيعات المنتجات التجارية التي اقترنت بهذا الفيلم عشرة مليارات دولار. وكانت إيرادات السينما الأميركية تعتمد حتى أواسط خمسينيات القرن الماضي على إيرادات شباك التذاكر، بالإضافة إلى نسبة ضئيلة ناتجة عن مبيعات الأسطوانات المرتبطة بالأفلام الموسيقية في تلك الأيام.
وعلى سبيل المقارنة، فقد أنتجت السينما الأميركية 702 فيلم خلال العام 2014، في حين أنتجت الهند نحو 1300 فيلم بلغاتها المختلفة. وتقدّر الإيرادات الإجمالية للسينما الهندية بنحو ملياري دولار خلال العام 2014، أي أقل من الإيرادات العالمية الإجمالية لفيلم أميركي واحد هو فيلم الخيال العلمي «أفاتار» (2009) والتي بلغت 2,788 مليار دولار على شباك التذاكر.