المهتمين بكرة القدم ، فانهم بالأكيد متابعين لاحداث نهائي كأس افريقيا والمقامة حاليا بغانا ، وعند متابعتي للمباراة المقامة بين الاخوين المنتخب المصري والسوداني قبل يومين ، كنت على يقين تام بان الاحداث التي تضربنا في هذه المنطقة ، هي في بال وعقول كل عربي مسلم يخاف على امته وابناء امته ، ولأن ما يحدث لأهلنا في غزة قد حرك الكثير من المشاعر الانسانية ، فما كان من اللاعب المصري محمد ابو تريكة وعند تسجيله الهدف الثاني في مرمى المنتخب السوداني ، ان رفع قميص بلاده ، ليرينا عبارة ( تعاطفا مع غزة ) عبارة اهتز لها بدني ، يفخر لها الغيور على ما يجري في الساحة السياسية . الأمر الذي لم يروق للحكم الا بتوجيه انذار الى اللاعب ، ولم تكتفي الحادثة الى هنا بل طلب البعض في اتحاد كرة القدم الافريقي والعالمي الى اقصاء اللاعب من هذه الدورة لولا تدخل الكثير للرجوع عن هذا القرار ، ولكن بعد ان تم توجيه انذار رسمي للاتحاد المصري حتى لا تتكرر مثل هذه الجريمة كما يرونها . ما فعله محمد ابو تريكة ينم عن تعاطف انساني بما اننا مصنفين من عالم الانسان ، ولم يفعل ما يثير غريزة او استفزاز ، وهو يريد ان يوصل رسالة الى العالم بأن رجاءا انتبهو لما يحدث ، فهي والله انبل رسالة واشرف انذار ناله هذا اللاعب الذي يمثل فرد من افراد الوطن العربي الغيورين على امتهم. الم يكن من المفترض ان يتم توجيه انذار الى اللاعب الغاني في نهائيات كأس العالم عندما رفع علم اسرائيل مستفزا العالم العربي والاسلامي بأسره وهم ليسو قلل من متابعي كرة القدم ، الم يكن من الاجدر ان يتم حرمانه لأن رسالته كانت عنصرية بحتة ، ام له واسطة تغنيه عن ذلك ، اما ان الذل قد لحق بنا الى كرة القدم ، ام نحن ليس لنا الحق بتحريك مشاعرنا والتعاطف مع احد ، والاكتفاء فقط بالجري نحو لقمة العيش دون ان نفكر ، سؤال موجه الى كل الحكومات العربية ، عل ابناءنا يجدوا اجابة لها .