29-10-2015 04:45 PM
بقلم : سليم عبد القادر الدحمس
سنوات طويله مضت مذ زار هذا المطعم...كأنها دهر...لم يتغير ابدا سوى ان الأشجار حوله كبرت... وقف عند الباب ينظر حوله... آخر مرة كانت معه هنا وقفا سويا...تمازحا وتغازلا .
الزبائن كثر هذا اليوم اسر.. نساء... اطفال
.يا الهي ما اروع هذا المكان بذكرياته وحاضره...الكل يتوق لهدوئه وجمال جلساته..
الجميع يتوافد اليه ...هذا طفل هنا يحمل حقيبة بيده يركض مستعجلا .يظن ان المكان سيهرب منه...وهذا رجل انتهى من عمله جاء ليرتاح..وهذان عاشقان عيناهما لا تفترقان...
دخل ورمى بجسده المثقل بالهموم بجانب النافذة... عبق المكان لم يتغير.. الشراشف الكراسي كل شيء كما هو كأن الزمن توقف هنا.
اقترب منه العامل: عفوا سيدي لكن هذا المكان محجوز كل يوم خميس لأحد الزبائن.
اعذرني لكني بحاجة للجلوس هنا هذا اليوم.ارجو ان تعتذر من هذا الزبون.
حسنا سيدي .لك ما شئت.
سمعه يدعو الزبون الى الطاولة خلفه...لم يلتفت ...فذكرياته طغت عليه
اينك مني يا غاليتي؟.. .لا زال قلبي بحبك مثقلا...اينك يا حوراء؟يا رجائي من الله
سنوات مرت كلمح البصر كنا هنا كل خميس ...آه من آخر خميس كنا معا! اشعر به يقتلني
قالت وعيناها الجميلتان تفيضان :لن تتزوجي هذا الرسام ابدا. وافقي على المعلم العجوز...هذا ما قال ابي
-آه..عشر سنوات ولازلت اذكر ملامحك كأنك امامي.
اخرج عدة الرسم وبدأ يرمي بخطوطه ..
اقترب منه صبي :اذا سمحت عم ممكن استخدم احد اقلامك؟
اشار له بالموافقه .اختطفه وذهب ليجلس بالخلف مع عائلته
لم تخذلني عيناي؟ لم لا تكف يداي عن الأرتجاف؟..افتقدها لا زلت اشعر انها معي .انها بجانبي..
نعم هي هنا بقلبي وعقلي... لازلت جميلة كما انت ايتها الحوراء...رجائي من الله
شرب قهوته(الحلوه بعكسها) على مهل عل الذكريات تقف ونشوة لقائه بمكان اللقاء تشبع..
_شكرا لك عم..امي انظري هذا الرجل رسمك بدقة!
رفع رأسه ...انها هي...حوراء العينين!!!!!!!!.رجائهُ من الله
تاتي كل خميس برفقة زوجها لمكاني وتمتم وتلاقينا لقاء الغرباء بكا ثم تادب قائماً اقعده العجز عن الجلوس متضادات الدنيا تنافرت براسهِ ومضى يقول:
ابتــسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها لقضيت عــــمرك كــله متألما
ابتسم لكلمات ايليا وهو يبكي حتى ابتلعة البعاد................................... (سليم)