31-10-2015 11:15 AM
بقلم : د. مفلح فيصل الجراح
لا اعرف كيف ابدأ ، وكيف اكتب ، وانأ الذي أعترف لأول مرة أن معظم الأشياء تمر أمامي ، واعرفها جيدا ، لا بل أخوض في غمارها أكثر من غيري ، لعله قدري أراد لي ذلك ، فاكتسبت منه أشياء ، وبيدي فقدت أيضا أشياء ،فالنقص فينا وليس فينا احدٌ كاملُ
انظُر إلى ما يحدث من حولي في هذا العالم المتناقض ، فأجد اللا مألوف يصبح فجأة مألوفا ، واجد أن اللون الأبيض بعيونهم أصبح بلحظة عابرة اسود ، واجد قمة جبل شاهقة قاع عميق لمجرد نظرة تائهة ، واجد أنهم ولست انأ يرون الخطأ هو الصواب ، والصواب هو الخطأ ؛ فيا لهول ما أرى !!
الله عليك يا زماني ، ما أغربك وما أصعبك ، يتصدر المشهد فيك من لا يستحق أن يجلس في الصفوف الخلفية : ولا اقصد هنا المكان بقدر الفكر والأخلاق ، وتزعق فيك أصوات الغربان الآفلة مع أول غروب قادم ، وتختبئُ بين أغصان شجرك اليابس طيور الحب الناعمة ... فلا زقزقتها تسمع ولا تقدر على الخروج فالزمان ليس لها ولا المكان !!
حتى فيك يا زماني لا نملك الجرأة على الإفصاح ، بل نهرب خلف قضبان واهية ، ليس من شيء ؛ إنما هي قلوبنا تآكلت ارتعاشا من ورق خريف متساقط ... يتطاير من أول هبة هواء هاربة ، ونحن نحسبه أقوى من حديد ذو بأس شديد.
أرجوك أن تجد لي عذرا ، فليس بإمكاني أن أترافع وأقدم بيناتي ، فمنصة قضائك الشامخ ترهبني ، فلا أجرؤَ أن أتكلم آو أبوح ببعض إسراري ، فتسألني نفسي لماذا تكتب إذا؟ وأنت قد تلبد الضباب في سمائك فلا تقوى على الرؤيا ، ولا تقوى حتى أن تمسح زجاج نافذتك أماني !! فلا تجد تفسيرا لخوفك الذي أضاع من بين يديك الحروف والمعاني .. بل تمضي في طريقك تائها تبحث عن مستحيل في زمن هده الكذب والرياء ... فلا تغضب ولا تحزن فمثلك ومثل خوفك كُثر تعج بهم أوطاني .