31-10-2015 04:09 PM
سرايا - سرايا- المشاركون بحثوا سبل استثمار العلاقات العربية الخارجية للضغط على إسرائيل، وإجبارها على وقف هذه الانتهاكات
اكدوا على ضرورة دعم الانتفاضة وتشجيعها بوصفها عامل قوة للتحرك السياسي الفلسطيني والعربي
عمّان- عقد مركز دراسات الشرق الأوسط صالونه السياسي تحت عنوان "دور العلاقات العربية الخارجية في الدفاع عن القدس"، وأدار الصالون الدكتور صالح خصاونة وزير العمل الأسبق، وقدم مداخلة رئيسية فيه كل من: الدكتور أحمد سعيد نوفل أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، والكاتب والمحلل السياسي الأستاذ عاطف الجولاني رئيس تحرير صحيفة السبيل اليومية، وشارك في النقاشات ثلة من الأكاديميين والخبراء والسياسيين الأردنيين.
وبحث المشاركون الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى، كما ناقشوا سبل استثمار العلاقات العربية الخارجية وإمكانية تشجيع تحرك دبلوماسي وإعلامي وقانوني عربي مشترك للضغط على إسرائيل، وإجبارها على وقف هذه الانتهاكات، وكشْف الممارسات الإسرائيلية أمام الرأي العام والمجتمع لوقف مسلسل تهويد القدس.
ونبّه المشاركون إلى ما شكلته القدس والمسجد الأقصى من عنوان لاندلاع الانتفاضة في فلسطين على أيدي الشباب الفلسطيني لتشكل حالة تهديد للأمن الإسرائيلي.
وشدد المشاركون في نهاية الصالون على أن الدول العربية، لا سيما التي ترتبط بمعاهدات مع إسرائيل تملك العديد من أوراق القوة للضغط على إسرائيل، وهي أوراق يمكن لها إن فُعِّلت بالشكل الصحيح أن تُسهِم في وقف الاعتداءات الإسرائيلية.
كما دعا المشاركون إلى ضرورة استثمار التعاطف الشعبي في الدول الإسلامية لتخفيف انحياز المجتمع الدولي لإسرائيل والاستفادة من الموقف الشعبي الأوروبي المُتعاطف مع القضية الفلسطينية في الحراك الدبلوماسي لمواجهة إسرائيل.
وأوصى المشاركون بضرورة دعم هذه الانتفاضة وتشجيعها بوصفها عامل قوة للتحرك السياسي الفلسطيني والعربي وعلى كافة المستويات السياسية والإعلامية والشعبية.
وحول أزمة التهويد والانتهاكات الإسرائيلية للقدس أشار الدكتور أحمد نوفل إلى أن هذه الانتهاكات تتم بتحريض مستمر من قبل قادة الاحتلال لاستهداف المسجد الأقصى، مؤكداً أن ما تظهره وسائل الإعلام لا يكشف بشكل كامل حقيقة التهويد الذي تتعرض له مدينة القدس.
واعتبر نوفل أن العلاقات العربية الخارجية لم تُستَثمر بالشكل المناسب من أجل وقف الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وأن الاحتلال الإسرائيلي لا زال حتى الساعة يواصل ممارسته الاستيطانية والعُنصرية رغم إعلان جون كيري وبيان نتنياهو، مُنوهاً إلى أن هذه الممارسات الإسرائيلية متواصلة قبل أحداث الربيع العربي، مما لا يعطي للدول العربية مبرراً بانشغالها بأزماتها الداخلية.
وأشار نوفل إلى ضرورة دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني التي انطلقت لمقاومة الممارسات الإسرائيلية، ولوقف مسلسل تهويد القدس ومساعي الاحتلال لفرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، مُحذراً من سعي بعض الأطراف الدولية والعربية لوقف هذه الانتفاضة، مستهجنا استمرار السلطة الفلسطينية في التنسيق الأمني مع الإحتلال .
واعتبر نوفل أن الانتفاضة بدأت من القدس وانطلقت لتشمل باقي الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة والاراضي المحلتة عام 1948، ولافتاً إلى أن الانتفاضة لم تنطلق بإذن من أحد ولا يملك أحد قرار وقفها، وأن الاحتلال يتحمل مسؤولية عواقبها .
كما حذر نوفل من خطورة الاتفاق على السماح بزيارة غير المسلمين للمسجد الأقصى حتى لا يستغله الاحتلال لتحويل الزيارات إلى اقتحامات قسرية للمسجد الأقصى وممارسة طقوس دينية يهودية، مؤكداً على أن القانون الدولي يسمح بالمقاومة ضد الإحتلال، وأن البديل للانتفاضة هو استمرار التهويد وجرائم الاحتلال وتوسع الاستيطان.
من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي عاطف الجولاني في مداخلته على دور العلاقات العربية الخارجية في وقف مسلسل التهويد في القدس، وأن التصعيد الأخير في المسجد الأقصى وانتهاكات قوات الاحتلال يمثل تنكراً من قبل الاحتلال الإسرائيلي وخرقاً للتعهدات التي قدمها للأردن مراراً.
واعتبر الجولاني ان الإنتفاضة الحالية تُمثل نقطة تحول في الواقع الفلسطيني حيث استعاد الشارع الفلسطيني حيويته وكسر حاجز الخوف من الإحتلال والمستوطنين المدججين بالسلاح ، معتبراً أن من بين دوافع الإسرائيليين لهذا التصعيد ضد الحرم القدسي والمحتجين، استغلال حالة الفوضى في المنطقة العربية لفرض الأجندة الدينية للحكومات الإسرائيلية، وكذلك الاستخفاف بردود الفعل الرسمية والشعبية الفلسطينية والعربية، لفرض أمر واقع جديد في مدينة القدس.
وفي المقابل بيّن الجولاني أن ثمة دوافع للاحتجاجات الفلسطينية الحالية في مواجهة الاحتلال، وأهمها إدراك الشباب الفلسطيني لمخططات إسرائيلية لتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً والغضب الشديد إزاء تصاعد أعمال الاستيطان، وتزايد الجرائم الوحشية بحق الفلسطينيين حتى على الحواجز بما يُعرف بالاعدامات الميدانية، وفشل المفاوضات وحالة الجمود السياسي، إضافةً إلى حالة عدم الرضا عن التجاهل الإقليمي والدولي للقضية الفلسطينية.
وطالب الجولاني الجامعة العربية ووزراء الخارجية العرب بعقد اجتماع قمة عربي أو على مستوى وزراء الخارجية لجامعة الدول العربية لمناقشة إجراءات جادة لحماية القدس والمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، وبالتالي التحرك الدبلوماسي الجماعي على المستوى الإقليمي والدولي لحشد التأييد، وتحقيق إدانة واسعة للجرائم الإسرائيلية، واستصدار قرار من الأمم المتحدة يدين الإجراءات الإسرائيلية بحق القدس، ويعمل على إعادة القضية الفلسطينية إلى سلم الأولويات العربية كقضية مركزية للأمة.
كما أكد على ضرورة تشجيع الشعوب العربية للقيام بالفعاليات المتضامنة مع القدس ونضال الشعب الفلسطيني ورفض ممارسات الاحتلال، مشدداً على ضرورة التركيز في الخطاب الإعلامي على البعد العربي والإسلامي لمدينة القدس والمسجد الأقصى، بوصفهما لا يخصان الفلسطينيين وحدهم، وأن الاعتداء على الأقصى اعتداء على عقيدة الأمة، إضافةً إلى رفع قضايا أمام الهيئات الدولية لفضح جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وشارك في اعمال الصالون المهندس إبراهيم غوشة – قيادي سابق في حركة حماس/ العميد م. د. أحمد الخلايلة- خبير عسكري واستراتيجي/ د. أحمد الشناق– أمين عام الحزب الوطني الدستوري/ أ. أحمد مبيضين- سفير سابق/ د. حسني الشياب- نائب سابق وأستاذ العلوم السياسية/ د. خالد عبيدات- سفير سابق/ أ. عبد المجيد الأقطش– عضو مجلس النواب ومقرر لجنة فلسطين النيابية/ م. علي أبو السكر- نائب الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي/ د. علي محافظة- مؤرخ وأستاذ شرف في الجامعة الأردنية/ الفريق المتقاعد فاضل علي الفهيد- المدير السابق للأمن العام/ أ. فالح الطويل- سفير سابق/ أ. فهد أبو العثم- نائب رئيس المحكمة الدستورية وعضو مجلس أمناء مركز دراسات الشرق الأوسط/ د. فايز الربيع- أستاذ الفكر الإسلامي / د. فايز الخصاونة- رئيس مجلس أمناء جامعة اليرموك والرئيس الأسبق للجامعة/ ف. م. د. قاصد محمود- خبير استراتيجي وعضو فريق الأزمات في مركز دراسات الشرق الأوسط/ أ. محمد عباسي- اقتصادي، ورئيس مجلس التخطيط في مركز دراسات الشرق الأوسط/ د. نظام بركات- رئيس المجلس العلمي لمركز دراسات الشرق الأوسط وأستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك/ أ. جواد الحمد- مدير مركز دراسات الشرق الأوسط.