02-11-2015 10:44 AM
سرايا - سرايا - نظمت جامعة العلوم التطبيقية الخاصة وجمعية الحديث الشريف وإحياء التراث ، اليوم الاربعاء، المؤتمر القيمي الدولي الأول بعنوان المنهج النبوي في تعزيز القيم .
ويهدف المؤتمر الى الاهتمام بموضوع القيم وتفعيلها في واقع الأمة التزاما وتطبيقا ولتسليط الضوء على احدى السبل التي تعيد الأمة إلى سابق عزها، وتعيد لأبنائها رشدهم .
وقال راعي المؤتمر رئيس مجلس أمناء جامعة العلوم التطبيقية النائب هيثم أبو خديجة إن قضية القيم هي القضية التي نؤمن بأهميتها للأفراد والمجتمعات بل انها من أهم المنطلقات لاستعادة نهضة الامة ومجدها، مبينا أن قضية القيم هي الرسالة التي تحملها الجامعة لتغرسها في طلبتها وتحملها للمجتمع والوطن والامة والعالم .
وأشار رئيس جمعية الحديث الشريف وإحياء التراث رئيس المؤتمر الدكتور عبد الكريم وريكات إن انعقاد المؤتمر ، الذي يستمر ليومين، يأتي ايمانا بواجب المسؤولية التي حملتها الجمعية على عاتقها وكانت أحق بها وأهلها، مبينا أن فكرته تأتي في أطار الكشف عن سبل تعزيز القيم وترسيخها حيث لا يخفى مدى الأهمية الكبيرة للقيم فهي جوهر السلوك الانساني الدافع للفضائل والمانع من الرذائل.
ولفت إلى أن غرس القيم في النفس الانسانية ليس بالأمر السهل لما يعتور النفس الانسانية من الضعف والتقلب لذلك رأينا الرسول عليه الصلاة والسلام أولاها اهتماما بالغا فكانت طرائق تعزيز القيم وتثبيتها حاضرة في تعاملاته.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور محمد عيد الصاحب ان المؤتمر يتناول القيم وسبل تعزيزها ويعالج الآثار السلبية والنتائج الخطيرة المبنية على عدم الالتزام بها، مبينا أن موضوع المؤتمر يمثل أساسا من اسس بناء الحضارة واسعاد البشرية ورفع الظلم عنها ويعد ركنا في بناء الايمان وضبط العمل وتقويم السلوك وتوجيه الهمم نحو بناء الاوطان وتحقيق النهضة .
وبين إن كتاب الله تعالى وسنة نبيه فيهما الدواء النافع والبلسم الشافي وفيهما العلاج الآمن لكل المصايب التي حلت بالأمة وفتكت بها وخلخلت بنيانها، داعيا كل من يخطط لعزة هذه الأمة ورفع الظلم عنها إلى أن يستفيد من سنة النبي وسيرته العطرة وأن يسير على درب الرسول الأعظم.
وأشار الصاحب إلى أن عقد هذا المؤتمر في هذه الفترة الحرجة له أهميته من أجل تسليط الضوء على أحدى السبل التي تعيد الأمة إلى سابق عزها، وتعيد لأبنائها رشدهم الذي فقدوه في غمرة الجهالات والضلالات التي تعيشها البشرية.
وبين أن أوراق المؤتمر ملبية للمحاور التي تم طرحها وتفتح الباب أمام العلماء والباحثين والدارسين للاهتمام بموضوع القيم وتفعيلها في واقع الامة التزاما وتطبيقا.
وأوضح الصاحب أن اللجنة التحضيرية استقبلت أربعمائة ملخص وقبلت منها مائة وخمسون ملخصا حيث كان عدد الابحاث التي وصلت مائة وأربعة عشر بحثا، مبينا أن أهل الاختصاص في الشريعة والتربية حكموا الابحاث التي وصلت للجنة حيث كان عدد الابحاث التي رشحت للمؤتمر في التحكيم الأول قريبا من ستين بحث وهذه الابحاث الستون تم تقييمها من قبل اللجنة التي اختارت منها ثلاثين بحثا.
وأشار إلى أنه تم عقد ورشتين على هامش المؤتمر احداهما تم عقدها مساء امس وقدمها نائب رئيس مجموعة الرواد العالمية بالسعودية الدكتور سعد الخلف والثانية تعقد مساء اليوم ويقدمها القائمون على برنامج أولو الالباب بمدارس امتياز بماليزيا .
وقال ضيف الشرف الداعية الدكتور محمد راتب النابلسي إن الله أودع في الانسان قوة ادراكية يتميز بها عن سائر المخلوقات وهي الحاجة العليا للانسان وما لم تلب هذه الحاجة بطلب العلم هبط الانسان إلى مستوى لا يليق بانسانيته، مشيرا إلى أن الذي يعزف عن العلم لا وزن له لا عند الله ولا عند الخلق.
ودعا الانسان إلى طلب العلم من أجل أن يؤمن بالله ويتمسك بالفضائل ويفوز بالجنة لأن العلم يوصلنا لمعرفة الله وإذا عرفناه خضعنا لمنهجه.
وتناولت الجلسة الأولى للمؤتمر، التي ترأسها الدكتور فتحي ملكاوي، موضوع التكامل القيمي وتعزيز القيم الايمانية، حيث قدم فيها كل من: الدكتور امجد سعادة من مركز التطوير الاكاديمي والقيمي في الأردن ورقة حول نظرية التكامل القيمي ، والدكتور العطري بن عزوز من الجزائر ورقة حول تعزيز القيم الايمانية وسبل تفعيلها في المنظومة التربوية ، والدكتور محمد المناسية وسعد المناسية من الأردن ورقة حول المنهج النبوي وأثره في تعزيز القيم الايمانية عند الشباب المسلم في الواقع المعاصر ، والدكتور رائد نصري من مركز التطوير الاكاديمي والقيمي في الأردن ورقة بعنوان بناء منظومة القيم.
أما الجلسة الثانية، التي ترأسها الدكتور ياسر الشمالي، فتناولت موضوع تعزيز القيم الاخلاقية ، حيث قدم فيها كل من : الدكتورة هيا الدعوم من ماليزيا ورقة عن القيم الاخلاقية وحقوق الانسان في المنهج النبوي في أثناء الحرب " مقارنة مع الواقع المعاصر"، والدكتور احمد محسن من السعودية ورقة حول القيم المؤسسية المستنبطة من قصة " الثلاثة الذين خلفوا"، والدكتورة خديجة بوسبع من المغرب ورقة حول حول المنهج النبوي وأثره في ترسيخ قيمة العفة لدى الشباب .
بينما تناولت الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور تيسير الفتياني ، موضوع تطبيقات قي تعزيز القيم، حيث تحدث فيها كل من: الدكتور فؤاد صدقة من السعودية حول دور الوقف العلمي بجامعة الملك عبد العزيز في نشر وتعزيز الثقافة القيمية لدى طلاب الجامعة، والدكتور سعد الخلف حول منهجية مجموعة الرواد العالمية في بناء القيم والدكتور محمد الجبالي والدكتور امجد سعادة ورقة حول تجربة مركز التطوير الاكاديمي والقيمي، والدكتورة نوال بومشطة من الجزائر ورقة حول القيم الاسلامية في البرامج التلفزيونية الموجهة للطفل.
كما أوصى المشاركون في المؤتمر القيمي الدولي الأول بعنوان: المنهج النبوي في تعزيز القيم بتوحيد جهود المؤسسات العاملة جمعياً في حقل تطوير القيم وسبل تفعيلها سواء على مستوى الافراد أو الجماعات.
ودعوا إلى الاهتمام بالمعلم واختياره ضمن معايير محددة حتى يحتل مكانة مرموقة في المجتمع، كما دعوا المؤسسات التربوية في جميع مراحلها إلى توفير المناخ التربوي المناسب لغرس القيم بالإضافة إلى تبني منظومة قيمية منبثقة من عقيدة الأمة وسنة نبيها واستحداث مساقات خاصة في موضوع القيم.
وأكد المشاركون في المؤتمر على أهمية المؤتمرات العلمية والملتقيات التخصصية في المجال القيمي والتوصية بالاستمرار على اقامتها والدعوة إلى كتابة المزيد من الأبحاث والدراسات العلمية في الحديث الشريف والسيرة النبوية التي تسهم في تحليل وتحديد الوسائل والآليات المستنبطة من المنهج النبوي، والانتقال من المجال النظري إلى المجال التطبيقي من خلال المشاريع القيمية التطبيقية المبنية على قاعدة معرفية علمية.
وخلصوا إلى إن القيم التي نصبو إليها وتؤهل مجتمعاتنا إلى الرقي والتقدم لا يمكن أن تترك لاختيار الأفراد إنما هي مسؤولية جماعية وعلى الدولة بكل مكوناتها أن ترعاها وتتولاها.
كما أوصوا بتفعيل دور الوقف لدعم البرامج والمناهج التي تعزز القيم لدى النشء والاهتمام بالتجارب والخبرات العملية التطبيقية العالمية في المجال القيمي وإنشاء رابطة للمهتمين بدراسة مشاريع القيم ورعايتها ودعمها ووضع قاعدة بيانات لجميع المؤسسات والمراكز البحثية المهتمة بالقيم في جميع إنحاء العالم.
ودعا المشاركون في جلسات المؤتمر السبع، الدول والحكومات وأصحاب القرار كلٌ في موقعه إلى سن التشريعات والقوانين لحراسة القيم وتقرير مبدأ الثواب والعقاب بناءً على المنظومة القيمية.