حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21009

العمل العام

العمل العام

العمل العام

03-11-2015 12:40 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. نزار شموط

لربما أصبحت التغيرات المفاجئة والطفرات سمة هذا العصر, حتى ان ذلك انسحب على السلوك الإنساني ، علماً أن علماء النفس يقولون ان السلوك الانساني يتميز بالثبات النسبي , بحيث أنك تحكم على شخص من خلال معرفتك لسمات شخصيته بأنه شخص متزن , صادق , , كريم ,ً متدين , وبأن اتجاهاته الفكريه والسياسيه كذا .


وآخر تحكم عليه انه متحرر, متقلب , لايركن الى رأي ثابت , تحكمه أهواءه في الحكم على الأمور .
هذا على مستوى علاقات الأفراد وحكمهم على بعضهم البعض , فكيف إذا تطلب الحكم على أصحاب فكر ورأي أو رجالات سياسة أو احزاب اونقابات , فهذا يتطلب المزيد من التدقيق والتمحيص , كون المرجعيات عن هؤلاء محكومة بقنوات محدودة وضيقة , ويتطلب تقييمهم والحكم عليهم مصادر موثوقه وحياديه , ولكن في هذه الأيام أصبحت قراءة الشخوص والحكم على اتجاهاتهم وأفكارهم قراءة مضللة، فالغالبية تحكم على الظاهر , وما يتناقله الناس , عن هذه الشخصيات العامه .
فلو سألت عن أحد الرموز الحزبية أو السياسية، او النقابيه , لقيل لك مثلاً إن هذا الرجل فكره كذا واتجاهاته كذا واهدافه كذا , وهذا في الغالب يكون ظاهراً للعيان من خلال طروحاته وسيرته المعروفة للقريبين منه .


وفجأة تجده انقلب على حزبه وأفكاره ومبادئه التي طالما حارب لأجلها , والتي يعلم بها القاصي والداني، وأصبح مخالفاً ومعادياً لما كان عليه .


وعندما تتقصى الأسباب تجد أن هذا الرجل وبكل وضوح هلامي ليس لديه ثوابت , يقفز من حزب إلى حزب أو من فكر إلى فكر بحسب ما يتحقق لديه من مصالح شخصية ، وهذا للأسف اصبح معروفاً عن بعض الشخوص الحزبية والسياسية والفكرية .


فإذا كانت سلوكيات وممارسات هذه الشخصيات العامة بهذا الشكل , فكيف نلوم العامة من الناس اذا تغيرت مواقفهم وانتماءاتهم ، وكيف يمكن أن يكون لدى المواطن اقتناع بالأحزاب او النقابات طالما إن هذا يحصل من بعض من يعتبرون انفسهم رموزاً , ويريدون أن يقتنع الناس بأفكارهم وطروحاتهم , وينظموا لمثل هذه الأحزاب , او النقابات التي انكشفت حقيقة بعض من كانوا يعتبرون قياديينً فيها .
فمن يريد ان يتطوع للعمل العام بكل اشكاله , يجب ان يكون صادقاً مع نفسه اولاً , ومع من منحوه ثقتهم , وان يغَلب الصالح العام على مصالحه الذاتية , وان يكون صاحب مبدأ راسخ , وفكر بَين واضح , بحيث يكون انموذجاً يقتدي به العامه ويكون مصدر الهامهم واحترامهم , يحمل همومهم و يدافع عن قضاياهم بكل اخلاص .


وهذا كله سيولد في نهاية المطاف اتجاهات ايجابية لدى عامة الناس نحو العمل الحزبي والنقابي , ويعمل على النهوض بمسيرتنا الديمقراطية ويحقق اهدافها .








طباعة
  • المشاهدات: 21009
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم