04-11-2015 01:08 PM
سرايا -
سرايا - من رحم عصر الخديوي إسماعيل ، خرج أشهر رجال المال والأعمال، وبرزت أسماء تجار ورجال بنوك أجانب ويهود امتلكوا مشروعات خاصة ووضعوا أيديهم على جزء كبير من ثروة البلاد، بداية من نهاية القرن التاسع عشر، وامتد نفوذهم حتى مطلع القرن العشرين، خاصة في ظل الزيادة الكبيرة في أعداد المهاجرين اليهود التي شهدها عصر الخديوي إسماعيل، حيث ارتفع عددهم من9 آلاف يهودي في عهد محمد علي باشا، حسب تعداد السكان لعام 1898 إلى 25200 نسمة، ثم زاد في تعداد 1927 إلى 55063 إلى أن أصبح 65639، وفق تعداد عام 1947، ولعل الامتيازات الأجنبية التي تمتعوا بها بداية من عهد الخديوي إسماعيل، وكذلك التطور الاقتصادي في مصر كانا عاملا الجذب الأساسي لهما إلى مصر، حتى صار ثمة عدد من العائلات اليهودية ذات التأثير الواضح على الاقتصاد، والعائلات الخمسة الكبرى التي هيمنت على الاقتصاد بشكل أو بأخر، كاتالي وفقما رصدها الموقع الرسمي للملك فاروق.
5. عائلة قطاوي ممولة مشروعات السكك الحديد
من أبرز العائلات التي ظهرت على الساحة الاقتصادية آنذاك، عائلة «قطاوي» وهي عائلة مصرية يهودية برز عددٌ من أفرادها في النشاط السياسي والاقتصادي في مصر في أواخر القرن التاسع عشر وحتى النصف الأول من القرن العشرين، وترجع أصولها إلى قرية قطا شمالي القاهرة.
بدأ دور العائلة مع نزوح أليشع حيدر قطاوي إلى القاهرة أواخر القرن الثامن عشر، بعدما حصل ابنه يعقوب ( 1801 – 1883 ) على امتيازات من الحكومة للقيام بأنشطة تجارية ومالية، وكان أول يهودي مصري يمنح لقب «بك»، كما حصل على لقب «بارون»، من الإمبراطورية النمساوية المجرية التي حملت العائلة جنسيتها، وقد أوكلت إليه نظارة الخزانة في فترة حكم الخديو عباس الأول ( 1849 – 1854)، واحتفظ بهذا المنصب خلال حكم الوالي سعيد والخديو إسماعيل، وتولَّى في أواخر أيامه رئاسة الجماعة اليهودية في القاهرة وبعد وفاته في قصره بشبرا في 13 إبريل 1883، خلفه ابنه موسى قطاوي ( 1850-1924) في رئاسة الطائفة، واختير عضوًا في البرلمان المصري، كما مُنح لقب الباشوية.
وكان موسى قطاوي من كبار رجال المال والبنوك، وتولى إدارة عدد من الشركات وساهم في تمويل مشروعات السكك الحديد في صعيد مصر وشرق الدلتا ومشروعات النقل العام في القاهرة بالتعاون مع عائلات سوارس ورولو ومنَسَّى.
لعبت عائلة قطاوي دورًا في تشييد معبد اليهود في شارع عدلي أحد أشهر أحياء القاهرة التجارية عام 1899، وساهمت في ميلاد بورصة القاهرة، ففي يوم الخميس الموافق 21 مايو 1903 قامت اللجنة الخاصة برئاسة موريس قطاوي بك باختيار المبنى القديم للبنك العثماني (مبنى جروبي الآن فرع عدلي ) كمقر رسمي، ولكن بصفة مؤقتة للشركة المصرية للأعمال المصرفية والبورصة، المؤسسة حديثاً، شركة ذات مسؤولية محدودة .
وكان الأعضاء المؤسسون لبورصة القاهرة في عام 1903 هم موريس قطاوي بك، الرئيس أربيب، كوكسن، جناروبولو أوزيول، ماكليفري، أدولف قطاوي، هذا بالإضافة إلى ممثل عن كل من بنك كريدي ليونيه، بنك مصر، البنك الإمبراطوري العثماني، البنك المصري البريطاني والبنك الأهلي المصري، وكان السكرتير العام للبورصة في عام 1903، يدعى بوتيني، وضمت قائمة رؤساء بورصة القاهرة على فترات متوالية كلاً من جوزيف حاييم بيريز، وإيلي نجار وصامويل إميل ليفي.
اهتمت عائلة قطاي أيضًا بصناعات أخرى احتكرها اليهود، مثل صناعة السكر ومضارب الأرز، وأسست العائلة كذلك شركة الملح والصودا عام 1906
4. عائلة سوارس مؤسسة البنك العقاري المصري
عائلة سفاردية وفدت إلى مصر من ليفورنو في إيطاليا، خلال النصف الأول من القرن 19، أسَّس فيها الإخوة الثلاثة، رافائيل ( 1846 – 1902) ويوسف (1837–1900) وفيلكس( 1844–1906)، مؤسسة «سوارس» عام 1875، وفي عام 1880 قام رافائيل سوارس بالتعاون مع رأس المال الفرنسي ومع شركات رولو وقطاوي، بتأسيس البنك العقاري المصري، وكان رأس مال البنك عند تأسيسه 40 مليون فرنك فرنسي، وصل إلى 8 ملايين جنيه عام 1942 ، وقد لعب هذا البنك دوراً مؤثراً في الاقتصاد الزراعي المصري، إذ إنه نتيجة القروض التي منحها للملاك الزراعيين أصبح يتحكم في أكثر من مليون فدان مصري كما قام بالتعاون مع رأس المال البريطاني الذي مثَّله المالي البريطاني اليهودي سير إرنست كاسل بتأسيس البنك الأهلي المصري عام 1898 وتمويل بناء خزان أسوان.
اشترك «سوارس» مع «كاسل» وعائلة «قطاوي» في شراء 300 ألف فدان من أراضي الدائرة السنية، وإعادة بيعها إلى كبار الملاك والشركات العقارية، كذلك اشترك سوارس مع رأس المال الفرنسي في تأسيس «شركة عموم مصانع السكر والتكرير المصرية» عام 1897، والتي ضمتها عام 1905 شركة «وادي كوم أمبو المساهمة»، وكانت من أكبر المشروعات المشتركة بين شركات «قطاوي» و«سوارس» و«رولو» و«منَسَّى»، كما كانت واحدة من أكبر الشركات الزراعية في مصر.
شاركت «سوارس» في تأسيس شركة مياه طنطا، وفي مجال النقل البري، أسست العائلة شركة «سوارس لعربات نقل الركاب»، حتى أن وسيلة النقل هذه سميت على اسم العائلة «السوارس»، وتعاونت مع عائلة قطاوي في إقامة السكك الحديدية، كما امتلكت العائلة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وأراضي البناء في وسط القاهرة حيث سُمي أحد الميادين باسم «ميدان سوارس»، نسبة إلى فليكس سوارس، لكن اسم الميدان تغير إلى مصطفى كامل اعتبارًا من عام 1939.
امتلكت عائلة سوارس حصصاً وأسهماً في العديد من الشركات، واحتل كثيرٌ من أفرادها مواقع رئاسية وإدارية في كثير منها، فتولى ليون سوارس، ابن فليكس سوارس، إدارة «شركة أراضي الشيخ فضل» وإدارة شركة «وادي كوم أمبو»، وعند وفاة أبيه ترك ليون مؤسسة سوارس ليخلف أباه في إدارة البنك الأهلي والبنك العقاري المصري، وبمبادرة من إدجار سوارس، و في الإسكندرية في الفترة من (1914-1917) اشترت شركة مساهمة كان من مؤسسيها آلاف الأفدنة، وبعد استصلاحها تم بيعها بمساحاتٍ صغيرة للمزارعين وبقروض طويلة الأجل.
3. عائلة رولو
وهي عائلة يهودية سفاردية جاءت إلى مصر في النصف الأول من القرن التاسع عشر واحتفظت بالجنسية البريطانية، وقد امتلك روبين رولو مؤسسة تجارية تخصَّصت أساساً في استيراد «النيلة»، وهي إحدى أنواع الصبغات، وفي عام 1870، أسس ولداه يعقوب وسيمون مع بعض الشركاء مؤسسة مالية وتجارية باسم «روبين رولو وأولاده وشركاهم»، وتعاونت عائلة رولو من خلال هذه المؤسسة مع عائلتي «قطاوي» «وسوارس» في العديد من المشروعات التي أقاموها بالتعاون مع المالي البريطاني سير إرنست كاسل، خصوصاً مشروعات الدائرة السنية وإقامة سكك حديد حلوان وتأسيس البنك العقاري المصري والبنك الأهلي المصري.
وأثناء الأزمة الاقتصادية التي حدثت عام 1907، صفَّى يعقوب المؤسسة ثم أنشأ مع أبنائه الثلاثة مؤسسة «رولو وشركاه» والتي جمعت بين الأنشطة المصرفية والمالية وتجارة الجملة في القطن والسكر والأرز والفحم والبن، كما امتلكت حصصاً كبيرة في بعض الشركات العقارية الكبرى مثل : شركة «وادي كوم أمبو»، التي تأسست في 24 مارس 1904 بامتياز مدته 99 عاماً، ورأسمال 300.000 جنيه أسترليني، وكان كبار المساهمين فيها السير إرنست كاسل والسير إلوين بالمر والخواجات سوارس وشركاهم وفليكس سوارس ورافائيل سوارس ويوسف أصلان قطاوي بك، امتلكت هذه الشركة 30.000 فدان في كوم أمبو ، بخلاف 21.000 فدان ، وشقت 91 كيلومتراً من المصارف والترع و48 كيلومتراً من السكك الحديد، كما امتلكت العائلة كذلك حصصًا لا بأس بها في شركة «أراضي الشيخ فضل» وشركة «مصانع السكر».
وعند وفاة روبين ترك يعقوب رولو ثروة من العقارات تُقدَّر بنحو 70 ألف جنيه، أما ابنه الأكبر روبير يعقوب رولو، فقد انتُخب رئيساً للطائفة اليهودية في الإسكندرية في الفترة (1934-1948)، وكان روبير يعقوب مناهضاً للصهيونية، واستقال من رئاسة الطائفة عام 1948 قبل اندلاع حرب فلسطين مباشرة بسبب خلافه مع حاخام الإسكندرية المؤيد للصهيونية.
حقق روبير رولو، مكانة مهمة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مصر، إذ تولَّى رئاسة عدد من مجالس إدارة الشركات التي ساعد أباه في تأسيسها، وكان مستشاراً قانونياً للملك فؤاد الأول ومقرباً له فقام بدور الوسيط بين القصر ودار المندوب السامي البريطاني، وحصل على لقب سير عام 1938.
2.عائلة منشه
عائلة «منَسَّى» أو «دي منَسَّى أو «منَسَّه»، والنطق الشائع لها في مصر هو «منشه»، والتي يحمل «شارع منشَّه» في الإسكندرية اسمها، ومنَسَّه عائلة يهودية سفاردية جاءت إلى مصر من إسبانيا، ويعود أول ذكر لوجودها في مصر إلى القرن 18، حيث بدأ يعقوب دي منَسَّى (1807-1887) حياته صرَّافاً في حارة اليهود، وتدرَّج في عمله حتى أصبح «صراف باشا» للخديو إسماعيل، ثم أسس بالتعاون مع يعقوب قطاوي «بيت منَسَّى وأولاده»، وهي مؤسسة مالية وتجارية، أصبح لها أفرع في مانشستر وليفربول ولندن وباريس ومارسيليا وإسطنبول، كما اشترك بالتعاون مع الخديو إسماعيل في تأسيس البنك التركي المصري، وارتبط نشاطه بكثير من شركات ومشروعات عائلتي قطاوي وسوارس.
ومابين عامى (1872-1873)، مُنح يعقوب دي منَسَّى الحماية النمساوية، وفي عام 1875، مُنح لقب البارونية والجنسية النمساوية المجرية تقديراً للخدمات التي قدمها للتجارة النمساوية المجرية المصرية
وعقب وفاة يعقوب دي منسي، تولى ابنه جاك أعمال الأسرة، ونقلها من الأعمال المالية والمصرفية إلى تجارة القطن والسكر المربحة، واشترى مساحات واسعة من الأراضي في دلتا وصعيد مصر ، ووصلت ثروته عند وفاته إلى ما بين 300 و500 ألف جنيه مصري، أما الشقيق الأصغر فليكس يهودا (1865-1943)، فدرس في فيينا وأسَّس فرع «بيت منَسَّى» في لندن ورأس الطائفة اليهودية في الإسكندرية في الفترة ما بين عامي (1926-1933).
1. عائلة موصيري
هي عائلة يهودية سفاردية من أصل إيطالي استقرت في مصر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وقد احتفظت العائلة بالجنسية الإيطالية، وحقَّق يوسف نسيم موصيري ثروته من التجارة ، وبعد وفاته عام 1876، أسَّس أبناؤه الأربعة مؤسسة يوسف نسيم موصيري وأولاده.
استثمرت العائلة بشكل أساسي في قطاع الفنادق، إذ ساهمت في تأسيس شركة فنادق مصر الكبرى برأسمال 145.000 جنيه وضمت فنادق كونتيننتال، مينا هاوس، سافوي، سان ستيفانو.
تزوج الابن الأكبر نسيم بك موصيري، من ابنة يعقوب قطاوي، وأصبح نائب رئيس الطائفة اليهودية في القاهرة وهو منصب توارثته العائلة من بعده، ولم تحقِّق عائلة موصيري انطلاقتها الحقيقية إلا في أوائل القرن العشرين 1904، عندما أسَّس إيلي موصيري ابن نسيم بك بالتعاون مع إخوته الثلاثة يوسف وجاك وموريس، بنك موصيري .
حقَّق إيلي موصيري مكانة مرموقة في عالم المال والأعمال في مصر، وكان قد درس الاقتصاد في إنجلترا وتزوج من ابنة فليكس سوارس، وربطته علاقات وثيقة بإسماعيل صدقي، كما كانت له مصالح عديدة في فرنسا وعلاقات وثيقة ببيوت المال الأوربية اليهودية مثل بيوت «روتشيلد» و«لازار» و«سليجمان»، كما كان يمثل المصالح الإيطالية في مصر، وأسس جوزيف موصيري شركة «جوزي فيلم» للسينما عام 1915، والتي أقامت وأدارت دور السينما واستوديو للإنتاج السينمائي وتحوَّلت إلى واحدة من أكبر الشركات العاملة في صناعة السينما المصرية ، أما فيكتور موصيري فكان مهندساً زراعياً مرموقاً وكانت له إسهامات مهمة في مجال زراعة القطن وصناعة السكر.